برنامج (Arabs Got Talent)

قرَّر عدد من أطفال غزة المشاركة في برنامج المواهب العربية (Arabs Got Talent) في جمهورية مصر العربية الشهر الحالي، على الرغم الظروف الصعبة التي يعانون منها جراء استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق والمفروض على القطاع منذ ثمانية أعوام.
وأكد مدير النادي مجد عويضة، خلال مؤتمر عقده نادي المواهب الفلسطيني بالتعاون مع وزارة الثقافة في غزة الأسبوع الماضي أن مشاركة أطفال فلسطينيين في هذا البرنامج الذي يستعرض المواهب العربية، يأتي في سياق تأكيد الفلسطينيين على أنهم يمتلكون المواهب رغم الحصار والحروب، وقال: "نحن أطفال فلسطين نمتلك الفن والإبداع ونرغب في استعراضه أمام العالم".
وأعضاء الفريق هم: عويضة مدير النادي، عز الدين خليفة الإنشاد، محمود كحيل العزف، سراب الدهشان التمثيل، يارا أيوب الغناء، وعروب السقا الشعر.
وأوضح أن نادي المواهب الفلسطينية يعد أول مؤسسة فلسطينية تهتم بالإبداع والمواهب المحلية، ويعمل على وضع بصمة فلسطين في الفعاليات والأنشطة الدولية ما يساهم بخلق مستقبل فلسطيني واعد لأصحاب المواهب والفنون، مضيفاً: "إن مشاركتنا في هذا البرنامج يعد وسام شرف فلسطينيا".
ولفت النظر إلى أن قطاع غزة مليء بالإبداعات التي خرجت من رحم الحصار، وبيّن أن فريقه يحتوي على موهوبين بالشعر والتمثيل والغناء والنشيد، وأنه تم اختيارهم بعناية كبيرة من أجل الوصول إلى رفع اسم فلسطين خلال برنامج المواهب العربي.
ونوه إلى أن هذه المشاركة تساهم إلى حد كبير في إظهار القضايا الفلسطينية، ومن شأنها أن تفتح المجال واسعاً أمام المؤسسات الدولية للتعاون معهم ما يتيح مجالاً للحديث عن المأساة الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين المستمرة بسبب الاحتلال.
وأشار إلى أن النادي يحاول تنمية المواهب ورعايتها بالإمكانيات المتاحة، مشيراً إلى أن دعم الفريق من شأنه أن يعزز من تحسين الإمكانيات لتنمية قدرات المواهب بالشكل الأمثل.
وأكد أن نادي المواهب الفلسطيني سيقوم كل عام باختيار مواهب جديدة بالتعاون مع وزارة الثقافة لتمثيل دولة فلسطين لإبراز المواهب الفلسطينية أمام العالم، وتابع: "نحن نحاول خلق جيل واعٍ ومثقف ويمتلك الحرية وإمكانية تفعيل التضامن مع الشعب الفلسطيني".
من ناحيتها، قالت الفتاة عروب السقا: "نحن كأطفال نريد إظهار أنفسنا للعالم أننا نحب الحياة، ونريد تمثيل فلسطين بصورة جيدة".وأضاف: "بهذه المواهب سنهدي وطننا شيئاً مما أهدانا إياه".
هذا ودعا مدير عام الشؤون الثقافية والمراكز في غزة عماد صيام، شعوب العالم للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإلزامها باحترام كافة الاتفاقيات والقرارات الدولية لاسيما الاتفاقيات الخاصة بالطفل وحقوق الانسان، وتوفير الأمن والأمان والحياة الكريمة لهم.
وشدَّد صيام، في كلمة له، على ضرورة الاهتمام بالأطفال "ومعاملتهم معاملة حسنة وكريمة لأنهم عماد الغد، وتوفير كل ما يحتاجونه، وإعدادهم الإعداد الجيد من أجل تحرير كافة الأراضي الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك من دنس المحتل الغاصب".
وأكد أن وزراته تسعى للتخفيف من معاناة أطفال غزة من خلال مراكزها المنتشرة في المدينة مؤكداً على أهمية المراكز الثقافية في التخفيف من معاناة الأطفال رغم الظروف الصعبة التي يعانون منها جراء استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق والمفروض على القطاع منذ ثمانية أعوام.
وكانت اللجنة الحكومية لكسر الحصار قد دعت المجتمع الدولي وصندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة" (يونيسيف) بالتدخل العاجل والفوري لإنقاذ أطفال غزة من ويلات الحصار والوقوف أمام مسؤولياتها لرفع الظلم عنهم.
وقال حمدي شعت رئيس اللجنة في بيان وصل "العرب اليوم" أن أطفال غزة لا يزالون يعانون من أبسط حقوقهم الإنسانية بالتمتع بطفولتهم البريئة وحقهم في الحياة كبقية أطفال العالم ويواجهون بأجسادهم الصغيرة التجويع والحصار ويحرمون الفرح والمرح واللعب".
وبين أن هناك الألاف من أطفال غزة يعانون نفص في التغذية ونقص الرعاية الصحية السليمة وقلة الأدوية نتيجة الحصار المفروض عليهم، مشدداً على أنه من حق أطفال غزة العيش بكرامة وحرية كنظرائهم في كافة أنحاء العالم.
وأضاف شعت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تضرب بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية التي شرحت لحماية الأطفال مستهدفة الطفل الفلسطيني بمختلف مراحله العمرية ومستخدمة أنواع الوسائل الهمجية كافة ضده، بما فيها سياسة الحصار والتجويع.
ووجه نداء إلى أحرار العالم قائلاً :" نذكركم بأن القانون الدولي والانساني وقوانين حقوق الإنسان وحقوق الطفل التي رسمتها منظمات الأمم المتحدة واضحة لا لبس فيها في توفير مقومات الحياة للأطفال من دواء كساء وغذاء"، داعياً اياها للمشاركة في فك الحصار ورفع الظلم عن المحاصرين من الأطفال الذين يعانون من توفير أبسط قومات الحياة لطفولتهم البريئة.
وطالب المنظمات العربية والإسلامية التي تعنى بحقوق الأطفال المساهمة في دعم أطفال فلسطين، وتنظيم الفعاليات لفضح جرائم الاحتلال بحق أطفال غزة، وكذلك للوصول إلى غزة وعلاج الأطفال عبر قوافل كسر الحصار، ورسم البسمة على شفاههم المحرومة.