القاهرة-أحمد عبدالله
أبدى نواب البرلمان المصري غضبهم بعد توجيه ضربة ثلاثية إلى الأراضي السورية، وتعددت مطالبهم التي عبروا عنها لـ"مصر اليوم"، بين ضرورة التحرك العربي العاجل، وتحديد مسؤوليات واقعة على وزارات الخارجية العربية والهيئات الدبلوماسية، موجهين انتقادات لاذعة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
طالب أمين لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري طارق الخولي بوقفة عربية حازمة ضد ما أسماه بـ"بلطجة" الدول الثلاث التي قصفت سورية ، محذرًا من تبعات قد تنتهي بحرب بين أكبر قطبين في العالم روسيا والولايات المتحدة الأميركية، وداعيًا البرلمان المصري لسرعة مناقشة التطورات الجارية في سورية.
وقال الخولي تصريحات خاصة لـ"مصر اليوم" بات واجبًا الآن أن يكون هناك موقف عربي صلب مما يجري في سوريا، العديد من الجهات عليها التحرك بشكل عاجل، سواء الجامعة العربية بحلولها السياسية أو البرلمان المصري بقدرته على حشد برلمانات العالم أو وزارات الخارجية والهيئات الدبلوماسية العربية، محذرًا المنطقة على حافة الهاوية.
و قال النائب محمد العقاد، إن ما يحدث اليوم فى سوريا يذكرنا بما حدث فى العراق القريب، نفس الأكاذيب بشأن وجود أسلحة كيماوية كما ادعوا بوجود أسلحة فى العراق ونفس المؤامرات التي تحاول من خلالها القوى المعتدية على مقدرات الشعوب مستمرة في سورية.
وأضاف العقاد في تصريحات للمحررين البرلمانيين، أن ضربة العداون الثلاثي على سورية جاءت ردًا على نجاحات وتقدم الجيش السوري خلال الفترة الماضية وقدرته على دحر كثير من التنظيمات المتطرفة على الأرض، مؤكدًا أن ما تمارسه هذه القوى الثلاثة على الأراضي السورية يعد بلطجة دولية.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن هذه العملية ايضا تأتى للرد على روسيا فيما يتعلق بالتورتات الأخيرة بشأن الانتخابات الأميركية وبالتالي فهذه الضربة سياسية فهي أقرب لضربة انتقامية من روسيا في ذات الوقت.
واعتبر الكاتب الصحافي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أن الضربة الثلاثية على سورية تعد خروجًا على الشرعية الدولية، وتشير بوضوح لسلوك الإفراط في القوة من جانب الولايات المتحدة ،حيث دّون بكري من خلال حسابه الرسمي بموقع"تويتر" :"الضربات الأميركية - البريطانية - الفرنسية ضد سورية العربية ترتد إلي أصحابها، وهذه الضربات رغم أثارها التدميرية لن تزيد سورية إلا صمودًا".
وأضاف النائب بكري أن عددًا من الدلالات المهمة على الضربة الثلاثية لسورية تتمثل في إن الضربات جاءت لإراقة ماء وجه الرئيس الأميركي ترامب، بعد تحذيرات عديدة تلقاها من قادة الجيش ووزير الدفاع، أنها لا تمثل فقط خروجا علي الشرعية الدولية واستهانة بها، وإنما تؤكد مجددا أن واشنطن لا تزال تمارس سياسة البلطجة التي تضعها تحت طائلة القانون الدولي.
وتابع إن السبب الأساسي في التراجع الأمريكي عن تحقيق الأهداف التي تحدث عنها ترامب، هو صلابة الموقف الروسي والتهديدات التي أطلقتها موسكو حال بدء العدوان الأمريكي الواسع ضد سورية، ثم إن مصر أعلنت منذ البداية موقفها الرافض للخيار العسكري والتأكيد علي وحدة الأرض والشعب السوري، وهو موقف كان له تأثيره الذي لا ينكر إقليميًا ودوليًا.
وأشار أن هذه الضربة لم تنل من معنويات سورية شعبًا وقيادة، بدليل الإعلان عن الاستمرار في تطهير البلاد من الإرهاب والإرهابيين، كما إن هذه الضربة ستكون لها تداعياتها السياسية علي الدول المعتدية التي ظهرت أمام العالم وأمام شعوبها كدول معتدية من دون أدلة أو سند من قانون.