القاهرة _ محمد التوني
أكد الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب المصري، أن مصر كانت هي الملاذ الآمن للعائلة المقدسة في رحلتها التاريخية قبل ألفي عام، وقدمت الأمان لكثير من الأعراق التي لجأت إليها طلبا للحياة والحرية، وجاء ذلك خلال كلمته بشأن تعزيز التعددية الثقافية والسلام من خلال الحوار فيما بين الأديان والأعراق، في الجمعية 137 للاتحاد البرلماني الدولي المقام في سان بطرسبورغ "روسيا الاتحادية".
وتابع "امتزجت على أرض مصر تلك الثقافات وأفاضت فنًا وإبداعًا قائمًا حتى اليوم، ولأن ثقافة قبول الآخر متأصلة في الشعب المصري كانت رسالة السلام والتعايش هي السمة الأساسية للسياسة الخارجية المصرية، فمصر كانت أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل وحافظت عليها لمدة تقارب الأربعين عامًا، كما شارك الأزهر الشريف أكبر المؤسسات الدينية الإسلامية في حوار ديني ممتد مع الفاتيكان وعدد من الطوائف الدينية المختلفة حول العالم".
ونبه إلى أن العالم يحتاج اليوم لصوت العقل وصوت التعاون بين الشعوب للقضاء على آفة التطرف التي أصبحت تهدد جوهر منظومة حقوق الإنسان وهو الحق في الحياة، وتابع "أحتاج إلى أن أؤكد أن الدين الإسلامي بريء تمامًا من ممارسات تلك الجماعات التي انتسبت زورًا لهذا الدين العظيم، وأن الرسالة التي جاء بها رسولنا الكريم هي السلام للعالم أجمع، كما ينظر الإسلام إلى الآخر الديني نظرة المودة والإخوة بل لعلي لا أبالغ لو قلت إن الغالبية العظمى من ضحايا التطرف هم من المسلمين أنفسهم".
وأضاف، أن مصر أعلنت موقفها ضد التطرف ورفضت العنف والتطرف، وكانت ثورة 30 يونيو رسالة من المصريين للعالم، إننا لن نسمح بتقسيم مجتمعنا على أساس ديني أو مذهبي، وإننا نريد أن نحافظ على إرث التعايش المصري، وتبلور ذلك في إصدار مجلس النواب المصري لأول قانون لبناء الكنائس وترميمها، كما يقوم الشعب المصري مسلميه ومسيحييه بالاكتتاب حاليًا لبناء كنيسة كبرى في العاصمة الإدارية الجديدة، فضلًا عن تحمل الحكومة المصرية لتكاليف ترميم معبد "الياهو هنبي" أقدم كنيس يهودي في مدينة الإسكندرية العاصمة "الكوزموبوليتانية " التاريخية لمدن البحر المتوسط.
وأردف "ولا تكتفي مصر بتقديم النموذج للتعايش والتسامح بين أبنائها فحسب، بل إنها تُقدم نموذجًا يحتذى به في استيعاب أبناء الأقطار المجاورة الذين فروا من بلدانهم هربًا من تفجر الصراعات فيه، فاستقبلتهم مصر واحتضنتهم، وأقاموا بها آمنين في انسجام مع أبناء الشعب المصري الذي لا يعرف كراهية الآخر، التي بدأت تستشري في بعض الدول الغربية مع تزايد موجات الهجرة إليها".
وتابع "تتزايد أهمية الاجتماعات التي تجمع دعاة الحوار والتعايش بين الثقافات والديانات والأعراق المختلفة من أجل وضع أسس ثابتة للتعايش القائم على احترام الاختلاف والتنوع، وأضاف، أن مصر تقدر الجهود التي تبذلها الحكومة الروسية في عمليات مكافحة التطرف وتسعى إلى بناء جسور الثقة والتواصل بينها وبين الشعوب المحبة للسلام صاحبة المواقف الأصيلة في رفض التطرف، كما يسعى البرلمان المصري للتعاون مع البرلمانات والمؤسسات التي تتبنى قضايا الحوار ومواجهة العنصرية وكراهية الآخر وإشاعة ثقافة السلام والتعايش المشترك".