القاهرة – أحمد عبدالله
تسود حالة من الغضب والتأهب في صفوف أعضاء مجلس النواب بسبب أزمة غياب الأصناف الدوائيّة التي تعاني منها البلاد مؤخرًا، في ما أكّد أعضاء بارزون في لجنة الصحة في البرلمان عزمهم التحرك في خطوات لتعقّب الأزمة ومحاولة حلّها، بداية من عقد جلسات استماع طارئة حول الأزمة، وصولا إلى تشكيل "تقصي للحقائق" حولها.
وأعلن عضو البرلمان عمر وطني، تقدّمه بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس النواب، الدكتور علي عبد العال، موجّه إلى وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين، بسبب استمرار أزمة نقص الأدوية والمستحضرات الطبيّة، لما يقرب من 800 صنف دوائي.
وقال وطني، إنّ هناك نقصًا شديدًا في العديد من أنواع الأدوية التي يحتاجها المواطنون، مؤكدًا أن هناك تقصيرًا من وزارة الصحة في احتواء الأزمة، وتجاهل الوزير لمعاناة المواطنين وحاجاتهم للأدوية، مؤكدًا أنه لا بد أن تتحرك وزارة الصحّة فورًا لتوفير هذه الأدوية للمرضى، ومعالجة هذه الأزمة في أسرع وقت.
وأضاف عضو مجلس النواب في بيان له اليوم السبت، أن أزمة نقص الأدوية تؤثر سلبًا على حياة المواطن البسيط، مؤكدًا أنه سيكون له ردودًا قاسية ضدّ وزارة الصحة، إذا لم تنته تلك الأزمة خلال أيام قليلة، مطالبًا الوزارة بتقديم حلول جذريّة سريعة لتلك الأزمة، للحفاظ على حقّ المواطنين في توفير العلاج.
وقال وكيل لجنة الصحة في البرلمان النائب أيمن أبو العلا، إن تصاعد الأزمة دفعه إلى التقدم بطلب إلى الأمانة العامة للبرلمان لتشكيل لجنة تقصي للحقائق حول الأدوية، وتتبع خيوط الأزمة ومسبباتها والوقوف على تفاصيلها، مشيرًا إلى أنه سيتمّ على الفور بمجرد الموافقة على عمل اللجنة وبعد تشكيلها، ستقوم بالبحث والتقصي والتركيز على مخازن الأدوية وشركات الأدوية والصيدليات، وكشف الممارسات الاحتكاريّة، وتعمّد تخزين أصناف الدواء.
وأضاف أبو العلا أنه سيتمّ تنظيم "جلسة استماع" موسّعة لممثلي شركات قطاع الأعمال، ومشاركين عن الوزارات في الحكومة الثلاثاء المقبل، في لجنة الشؤون الصحيّة في البرلمان، وسيتمّ طرح مقترح بشأن تشكيل "لجنة مشتركة" من البرلمان ونقابة الصيادلة والوزارات، للبدء فورًا في بحث أزمة الدواء وإيجاد الحلول لها.
وأشار النائب إلى أن هناك جهودًا متواصلة يبذلها النواب لحلّ أزمة الأدوية، وأنهم يشعرون بالشعب وحاجاته وغير منفصلين عنه، بأي حال من الأحوال، مشيرًا إلى أنهم لا يدخرون أيّ مسعى أو مجهود ولا يلبون أيّ نداء للتوصل إلى حلّ للأزمة، وأنهم استجابوا سريعًا إلى دعوة نقيب الصيادلة محي عبيد، وجلسوا معه بصورة وديّة، وتداولوا كثيرًا في حلول حول أزمات قطاع الدواء والصيدلة.
كما أشار عضو لجنة الصحة في مجلس النواب النائب سامي المشد إلى صعوبة الأزمة الحاليّة ونقص الأدوية وعدم توافرها، موجهًا انتقادات إلى الحكومة حول عدم تعاملها بالشكل اللائق مع هذه الأزمة، مطالبًا الوزراء المعنيين بسرعة التدخل وإدارة الأزمة بشكل جيّد، يخفف من معاناة المواطنين.
وأرجع المشد الأزمة إلى الممارسات الاحتكاريّة وإضعاف قطاع الأعمال، وهو ما تسبب في أن تكون الغلبة والسيطرة لشركات السوق السوداء، وبالتالي تعرضنا لأزمات مستحكمة من هذا النوع، مطالبًا مجلس النواب بتفعيل دوره، وتحديد المسؤول عن تلك الأزمة.