القاهرة - محمد التوني
كشف النائب علاء سلام، أمين سر لجنة البيئة والطاقة في مجلس النواب المصري، عن تفاصيل زيارة الوفد البرلماني المكون من 16 نائبًا، برئاسة طلعت السويدي، رئيس لجنة البيئة والطاقة، إلى روسيا، لتفقد عدد من مشروعات شركة "روس أتوم" للطاقة الذرية، والتي ستنفذ مشروع محطة الضبعة النووية في مصر.
وقال، في بيان أصدره السبت، إن الزيارة جاءت لبحث ودراسة وسائل الأمان في المفاعل الذي سيتم إنشاؤه في مدينة الضبعة، حيث زار الوفد المفاعل النووي "بنغرام"، في مدينة سان بطرسبرغ، شمال غربي روسيا، والذي يعمل بنظام أمان "VVER" بنسبة أمان 100%، ويصل عمره إلى 60 عامًا، ويحتوي على أربع قنوات تأمين اثنتين يدويتين واثتنين آليتين.
وأكد سلام أن درجة الأمان داخل المفاعل يتم التحكم فيها من خلال أجهزة آلية، دون تدخل من العنصر البشري، فضلًا عن عدم وجود أي معدل تلوث صادر عن التشغيل، حيث إن المفاعل يتمتع بأعلى معدلات الأمان العالمية المستخدمة في محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية.
وأوضح أن زيارة المفاعل النووي في روسيا تعد رسالة طمأنة للشعب المصري بشكل عام، وأهالي مدينة الضبعة بشكل خاص، مشيرًا إلى أن وسائل الأمان داخل المفاعل مضاعفة، أي مكررة بأكثر من وسيلة، حرصًا على اتخاذ كل الاحتياطات، كما سيتم التخلص من النفايات من خلال أكبر الشركات المتخصصة في العالم، مؤكدًا أن هذه المحطات تتميز بأنها لا يصدر عنها أي انبعاثات للغازات الملوثة، أو غازات الاحتباس الحراري.
ولفت إلى أن اختيار مدينة الضبعة لإنشاء المفاعل النووي المصري فيها جاء لأنها تبُعد عن مناطق الزلازل الأرضية، حيث إن المفاعل لديه القدرة على أن يتحمل زلزال بمعدل تسع درجات على مقياس ريختر، فضلاً عن قدرته على تحمل سقوط طائرة وزنها 400 طن، بسرعة 150 متر في الثانية. وكشف عن أن مشروع المفاعل النووي في الضبعة سيوفر أكثر من 50 ألف فرصة عمل، خلال مراحل إنشائه، والتي تستمر لمدة ثماني سنوات، فضلًا عن 1500 فرصة عمل في أولى مراحل التشغيل.
وأشار إلى أن المفاعل يتكون من أربعة وحدات نووية، بقدرة إجمالية قدرها 4800 ميغاوات، ومن فوائده الاقتصادية أنه يقدم كهرباء أقل في تكلفتها من محطات الكهرباء العادية، كما أنه يعمل على توطين التكنولوجيا. وقدم سلام الشكر إلى السفير المصري في روسيا، محمد البدري، على حسن الاستقبال داخل مقر السفارة المصرية، والتعاون مع الوفد البرلماني خلال الرحلة، حيث جاءت هذه الزيارة بناءً على دعوة من الشركة الروسية، واستمرت أربعة أيام.
وتعد شركة "روس أتوم" الروسية من أكبر الشركات المصممة للمفاعلات النووية في العالم، حيث يمتد تاريخها في المجال لأكثر من 80 عامًا. وتعمل الآن على إنشاء أكثر من 30 مفاعلاً نوويًا سلميًا، حيث أنشئت في 29 يناير / كانون الثاني 1992، وتسيطر على الطاقة النووية، وشركات الأسلحة النووية، ومعاهد البحوث ووكالات السلامة النووية والإشعاعية. وتمثل الشركة روسيا في العالم في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وحماية نظام عدم الانتشار، ويصل حجم عقودها الدولية في مجالات متنوعة لإنتاج الطاقة إلى ١١٠ مليار دولار، وتمتلك التصميمات الأكثر تطورًا في العالم لنقل التكنولوجيا في إنتاج الطاقة النووية.