القاهرة- محمد التوني
أكد رئيس لجنة الشؤون الأفريقية في مجلس النواب، مصطفى الجندي، أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، يمتلك تاريخًا مشرفًا في أفريقيا حتى بعد سنوات من رحيله، مشيرًا إلى وجود العديد من الشوارع ومحطات توليد الكهرباء التي تحمل اسم الزعيم الراحل، معتبرًا ذلك "إرثًا كبيرًا لمصر".
جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الشؤون الإفريقية، لإستعراض تجربتي الزعيمين الراحلين جمال عبد الناصر، وأول رئيس لغانا، المناضل كوامي نكروما، في الوحدة والتكامل والتعاون بين جميع الدول الأفريقية ، حيث سرد الجندي موقفًا جمعه بالرئيس الاوغندي، أثناء زيارة الوفد الشعبي، قبل توقيع اتفاقية عنتيبي.
وقال الجندي عن ذلك :" لما روحنا أوغندا وقابلنا الرئيس الأوغندي لوقف اتفاقية عنتيبي حتى لا تكون غطاءًا سياسيًا تستخدمها أثيوبيا لبناء سد النهضة، كان رئيس أوغندا سعيدًا بوجود الثوار المصريين والسياسين، وبادرنا بقوله "جئتوا لنا بكحكة كبيرة وهم ثوار مصر وأنا سعيد بأنكم زينتم هذه الكحكة بنجل الزعيم جمال عبدالناصر".
كما أضاف بقوله :" قولت لرئيس أوغندا، أنا قبل ما أجي عديت على قبر الزعيم ونمت هناك وجالي في المنام، وبيقولك مصر حصتها 55.5 مليار متر مكعب من المياه، وقت ما كانت مصر 20 مليون نسمة، والأن أصبحت مصر أكثر عددًا، شوفوا حل، فضحك الرئيس الأوغندي بقوله أخيرًا حد من مصر قال عايزين زيادة، قبل كده كنتوا عايزين تحافظوا على الحصة، ويجب زيادة حصتكم ولكن بالحفاظ على الغابات".
من جانبه أكد نجل رئيس غانا الأسبق، جمال نكروما، أن هناك من يعتقد بأن أفريقيا هي قارة الزنوج ، ولكنها متنوعة جدًا، وفيها كل الثقافات، لافتًا إلى أن هناك علاقات ثقافية قوية تربط بين جميع مناطق القارة الأفريقية، فتونس تعد مركز أفريقيا، خاصة وأن الربيع العربي انطلق منها، وأن كان هناك تحفظات على الربيع العربي، إلا أن تونس جزء لا يتجزأ من القارة الأفريقية".
كما تابع أن أفريقيا هي القارة الوحيد في العالم، والتي يأتي سكانها بنسبة 70% من المسلمين، بخلاف أي قارة أخرى في العالم، لافتًا إلى أن أوروبا بها نحو 5% من سكانها مسلمين، وتوجد تخوفات لدى أهلها من زيادة العدد، وذلك على عكس ما حدث في أفريقيا.
وأضاف، أن انتشار الإسلام في أفريقيا كان عن طريق الطرق الصوفية، وان والده كان ينتمي إلى أحد الطرق الصوفية وهي الطريقة القادرية في غرب أفريقيا، موضحًا أن امتداد الاسلام في أفريقيا كان سلمي على عكس ما نسمعه حاليًا عن ظهور جماعات في اعتقادي لا تمثل الاسلام الحقيقي، مثل التكفيريين والسلفيين والوهابيين وبوكو حرام في نيجريا وغيرهم، وذلك لا يمثل الاسلام الحقيقي، وأرى أن مصر لها دور كبير في مواجهة ذلك المجال" .
كما تابع نكروما بقوله :"والدتي كانت قبطية مصرية من عائلة بطرس باشا، ولكني متفاءل ان الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو أول رئيس بعد عبد الناصر يأخذ أفريقيا وأقباط مصر في الإعتبار، لأننا كمسلمين لا يمكننا ان ننسى أن الرسول كانت هجرته الاولى للحبشة التي كانت مسيحية في ذلك الوقت".
واضاف قائلًا :" يحزنني أن دول مثل اسرائيل وتركيا وإيران لهم تواجد في أفريقيا أكثر من مصر، لافتًا إلى ضرورة ان تقوم مصر بذلك الدور، وأن يكمل السيسي دور عبد الناصر، بعدما كان هناك تقلص للدور المصري في الفترات السابقة، وعيب أن تركيا تكون أول دولة لها خط طيران مباشر لمقديشو في الصومال".
من جانبه أكد عبد الحكيم نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أهمية النظر في القيود الموجودة في السفر والتنقل بين مصر وباقي الدول الافريقية، مطالبًا المجلس النيابي ببحث هذه العوائق وإزالتها، قائلا : "بحزن لما بلاقي اني محتاج فيزا لكي أذهب لاي من الدول الافريقية أو لكي يأتي إلينا أحد، لكن الخواجة بيدخل من غيرها".
كما أضاف عبد الناصر، أن أوروبا تستقبل الأفارقة دون تأشيرات لكن عندما يأتوا إلي مصر فإنهم بحاجة إليها، يأتي ذلك في الوقت الذي يجب فيه أن نتوجة بشكل أكبر نحو أفريقيا والاستثمار فيها لاسيما "الطاقة البشرية"، مضيفا : "هندفع كام مليار عشان تنميه 1.5 مليون فدان في حين أن السودان فيها ملايين الأفندة وتحتاج من يشارك في زراعتها".
وأشار نجل عبد الناصر بقوله أن :" أفريقيا هي القارة البكر في الوقت الذي أصبحت فيه أوروبا بمثابه "الرجل العجوز"، فأفريقيا مؤهله بخيراتها لتكون القوى العظمى للقرن 21 لكن ذلك لن يحدث الا بالتكامل وعندما تخلص النوايا"، موضحًا أنه حينما شارك مع وفد الدبلوماسية الشعبية بزيارة أوغندا، وتحدث البعض مع الرئيس الاوغندي بأننا نرغب في فتح صفحة جديدة، فعلق الرئيس بقوله : "عايزين صفحة الستينات"، مشيرًا إلي أنه سبب ذلك يعود إلي أن تلك الفترة كانت هناك روابط عاطفية قوية وجامعتنا كانت مفتوحة لجميع الافارقة".
كما تابع عبد الناصر، أنه رغم سوء التصرف أو الجفاف الذي حدث في العلاقات المصرية الأفريقية طوال الـ 40 عامًا الماضية لكن الجانب الإنساني الممتد مهد للقيادة السياسية المصرية ممثله في الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدما تولى قياده البلاد، لاسيما أنه مؤمن بكون مصر إمتداد أفريقي فكان الجسر الذي بني في الستينات جسره ليعبر إلي أفريقيا.
وأكد نجل الرئيس الراحل أنه منذ نشأته وأفريقيا طقس من طقوس الحياة، فأكثر سفريات الزعيم الراحل كانت إلى أفريقيا، حيث كان مؤمنًا أيضًا أن الوحدة والقومية العربية هي السلاح الوحيد والدرع الذي يقينا من هجمات الاستعمار والطامعين ولم يكن الأمر مجرد شعارات. وفي سياق متصل، لفت عبد الناصر أنه يدخل إلي المجلس النيابي لأول مره، قائلا : "أول مرة أدخل المجلس النيابي حتى من أيام مجلس الأمة".