القاهرة - أحمد عبدالله
سادت حالة من الإجماع بين نواب البرلمان المصري على "فشل" الدعوات للتظاهر، اليوم الجمعة، حيث اتفق ممثلو الكتل المؤيدة والمعارضة تحت قبة البرلمان، على أن الشعب فضل اتباع الطرق السلمية الشرعية في التعبير عن مطالبهم ليدفع جماعة الإخوان إلى مزيد من "الانكشاف"، ويعطي الإجادة للأمن "اليقظ".
وقال النائب أحمد بدران البعلي إن عدم نجاح دعوات التظاهر اليوم الجمعة يثبت عدة أمور، أولها أن الشعب المصري يصعب استدراجه واستفزازه وشحنه عاطفيا ناحية سيناريوهات مجهولة، وأنه باتت هناك حالة من تغليب المصلحة العامة علي كل شئ، رغم أن الأوضاع بالداخل قد لاتكون علي مايرام بشكل كبير، ولكن الشعب تحلي بالإتزان والرجاحة. وتابع: "ثاني الدروس المستفادة من اليوم أن إخفاق جديد لجماعة الإخوان المسلمين وأتباعها، وأنهم يواصلون حالة كشف قواهم وحجمهم الحقيقي ونفور الناس والمواطنين مما يدعو إليه، ثم يأتي بعد ذلك يقظة الأمن المصري، الذي استطاع أن ينتشر بكفاءة وقوة ويكون في أقصي حالات يقظته.. لاشك أن تلك الدعوات كانت من أجل ضرب استقرار البلاد والإضرار بالمصريين علي إثر ذلك".
وأوضح النائب أسامة أبوالمجد عضو المكتب السياسي لإئتلاف "دعم مصر"، أن الشعب أثبت عدم فاعلية دعوات التظاهر خارج حدود مواقع التواصل الاجتماعي، وأن الشعب يرجح الاستقرار علي الاندفاع مع أية دعوات هدفها الوحيد "التخريب"، رافضًا بشدة الدعوات المقابلة لنزول مؤيدين للدولة للتصدي لدعوات الاحتجاج والتظاهر المعارضة، قائلَا إن ذلك مخاطرة قد تؤدي لصدامات شعبية.
وكشف النائب هيثم الحريري عضو ائتلاف "25-30" أنه منذ البداية أعلن نواب الائتلاف موقف معارض من هذه الدعوات، وأننا نرى الشعب أحرص على اتباع المسارات السلمية الشرعية في التعبير عن وجهة نظره، متعهدًا بأن يظل وزملاؤه مدافعين بشراسة عن كل مايهم الشعب، والتصدي للإجراءات الحكومية حال إضرارها بالمواطنين. فيما قال النائب محمد بدراوي، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحركة الوطنية المصرية، إن اختفاء الداعين لمظاهرات "11 / 11" من الشوارع والميادين خير دليل على أنهم دعاة تخريب وفوضى، وأنهم كانوا يحرضون ويهيجون سعيًا لخداع الناس بهدف الدفع بهم للنزول إلى الشوارع كى يركبون هم بعد ذلك المظاهرات ويزيدون من إشعال الموقف.
وأضاف بدراوي، في بيان له، أن الشعب الآن بات أكثر وعيًا ويصعب خداعه ورفض الاستجابة لتلك الأباطيل ولم تنطلي عليه شعارات التحريض وامتنع عن النزول إدراكًا منه بأن بقاء مصر واستقرارها أفضل مئات المرات من الاستجابة لدعاوى جوفاء لا تتوافق أبدًا مع مصالحة ومصالح البلاد العليا. وأوضح أن المصريين أصبحوا أكثر فهمًا وإدراكًا لحيل الجماعات المتطرفة وأصبح لديهم الحس والوعي السياسي الذي يجعلهم يقرأون ما بين السطور ويكشفون الغث من الثمين فلن يتركوا بلدهم أبدًا لقمة سائغة للمتآمرين رغم ما يواجهونه من ظروف اقتصادية صعبة. وشدَّد رئيس الكتلة البرلمانية للحركة الوطنية، على أن الشعب وجه اليوم درسًا قاسيًا لجماعة الإخوان وحلفائهم وكشف عن مقاصدهم القبيحة وأزال عنهم ستار الزيف بأنهم قوم ضالون لا قضية لهم يدافعون عنها سوى النهم إلى السلطة والحكم.