القاهرة-أحمد عبدالله
وصف رئيس البرلمان المصري علي عبدالعال، قرار الإدارة الأميركية بدمج قنصليتها مع السفارة الإسرائيلية في القدس، بأنه "خرقاً وتحدياً غير مسبوق لكافة الأعراف والقوانين والقرارات الدولية ومنعدم الأثر من الناحية القانونية"، مؤكدًا أن الاتحاد البرلماني العربي سيشكل مجموعات عمل تجوب العالم للدفاع عن قضية القدس ، وتوعية العالم بمخاطر قرار الإدارة الأمريكية باعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل.
ونوه خلال كلمة لافتة ألقاها أمام المؤتمر" 29 " للاتحاد البرلماني العربي، اليوم الأحد، بالمؤتمر الذي تستضيفه عمان على مدى يومين، تحت عنوان القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، إلى الأهمية الشديدة لتحقيق تسوية عادلة ونهائية للقضية الفلسطينية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن قرار الإدارة الأمريكية حول القدس ليس منشئاً لأية آثار قانونية أو سياسية، باعتبار أن القدس أرض محتلة، وجزء لا يتجزأ من الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967.
واستطرد أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأساسية التي تجري مناقشاتها اليوم في المؤتمر، لافتا إلى القرار "الأرعن " الذي اتخذته الإدارة الأمريكية بشأن القدس، مضيفًا أن هذا القرار تنكر لكل مباديء القانون الدولي، وأنه عديم الأثر تماماً من الناحية القانونية، ولن يعتد به على الإطلاق، ولن يكسر إرادة الدفاع عن القضية الفلسطينية وعن القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، منوها بأن مصر والأمة العربية خاضا حروباً كثيرة من أجل القضية الفلسطينية.
اقرأ أيضًا:
عبد العال يؤكّد أن السادات كان رجلًا عسكريًا من الطراز الفريد
وتابع: "نحن لانزال نكافح، ومازلنا نمد يدنا في كافة المحال الدولية من أجل سلام عادل يقوم على حل الدولتين .. دولة فلسطينية عاصمتها القدس ودولة آخر إسرائيلية، بحيث يكون هناك دولتان يعيشان جنباً إلى جنب"، مؤكدًا أن هذا هو الحل الوحيد الذي يمكن القبول به، ولا يمكن القبول ببديل عنه ، .
وشدد على العزيمة القوية للخروج بقرار موحد، وتشكيل مجموعات عمل تذهب إلى كل المحافل الدولية، ويكون شاغلها الوحيد هي القضية الفلسطينية والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية، لتوعية كل شعوب العالم بأن هذا القرار الأرعن الذي اتخذته الإدارة الأمريكية باعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، قرار جائر، قرار اعتدى على حقوق شعب ما يزال يقاتل حتى الآن.
وأوضح أن الأطفال الفلسطينيين يستخدمون الحجارة سلاحا أمام جيش مُزود بكافة الأسلحة، ليس من دولة واحدة يتم تزويده بهذه الأسلحة ولكن من الكثير من الدول ، مؤكدا أن إرادة هؤلاء الأطفال هي محل تقدير وملحمة يراهما الجميع صباحاً ومساءً ، تؤكد حيوية الشعب الفلسطيني الذي يجب أن نقدم له كل العون والتقدير.
وأشار إلى أن المنابع جفت لمساعدة هؤلاء الأطفال في مدارسهم، وتوقف الدعم عن منظمة "الأونروا " ، وأن القلوب ماتت وتحجرت العقول أمام عدو صلف، لا يعرف إلا قوة السلاح، مجددا التأكيد على أن القضية الفلسطينية هى القضية الأم والمدخل الرئيس لتحقيق الاستقرار والتعايش السلمي في المنطقة، إذا تم تسويتها بصورة عادلة ونهائية، وهو ما لن يتحقق إلا بتوافر إرادة سياسية حقيقية وتضافر حقيقي لجهود المجتمع الدولي، لوضع حد طال انتظاره لهذا الصراع، وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة والمتوافق عليها، وإعمالاً لمبدأ حل الدولتين، وحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ة.
وأوضح أن هذه حقيقة تاريخية وقانونية، تدعمها قرارات صادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا يمكن تغيير هذه الحقيقة إلا بانتهاء واقع الاحتلال، وليس من حق أى طرف، أن يتصور أن بإمكانه القفز على مبادئ وأحكام القانون الدولى والحقوق التاريخية، ليضفى الشرعية على اغتصاب الأرض والحق.
وشدد على التزام مصر، من منطلق مسئوليتها التاريخية، بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى، حيث بذلت فى سبيل ذلك ولا تزال تبذل كل غال ونفيس، وأنها ستستمر فى الدفاع عن هذه الحقوق بكل صلابة وقوة، وستكون دائماً فى طليعة كل تحرك عربى أو إقليمى أو دولى لدعم وتثبيت هذه الحقوق، وإبطال أى محاولة للالتفاف عليها.
وكرر رئيس مجلس النواب المصري ، في ختام كلمته، النداء الذى وجهه الرئيس عبدالفتاح السيسى للعالم أجمع خلال الدورة الـ" 73 " للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضى، مؤكدا أن يد العرب لا تزال ممدودة بالسلام ، و أن الشعوب العربية تستحق أن تطوى هذه الصفحة المحزنة من تاريخها.
قد يهمك أيضًا: