القاهرة- أحمد عبدالله
استقبل البرلمان المصري ونوابه وزير الخارجية سامح شكري، أحد وزراء الحكومة نادري الظهور تحت القبة، الإثنين، واستغرق شكري قرابة الساعتين في اجتماع واسع حضره أبرز نواب المجلس، من أعضاء لجان الخارجية والعربية والدفاع والأفريقية، وتم التباحث بشأن ما يسمى بـ"صفقة القرن"، وسد النهضة، والتوتر الأميركي-الروسي، والاجتياح الإسرائيلي لغزة.
وتواصَل "مصر اليوم" مع أمين لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان طارق الخولي، الذي كشف عن مجريات لقاء النواب مع شكري، حيث طرح الأعضاء على وزير الخارجية في البداية أسئلة متكررة حول ما يتردد عن وجود "صفقة القرن"، يتم الاستغناء بموجبها عن أراض مصرية للفلسطينين، وهو ما رد عليه شكري بثقة متناهية، بأنه لا أساس له من الصحة.
حسب الخولي، فإن شكري أكد للنواب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أحد أكثر الرؤساء الأميركيين اهتماما بمسألة "الصراع العربي الإسرائيلي"، ولكن في الوقت ذاته فهناك إدراك عربي ومصري على وجه الخصوص أنه لا يمكن بأي حال الاستغناء عن حفنة تراب من الأرض، وشدد شكري: "الحديث عن أمور مثل هذه خارج السياق الواقعي وهدفها الوحيد إحداث وقيعة بين الشعب والقيادة السياسية".
الخولي أضاف أن ثاني اهتمامات النواب كانت متعلقة بسد النهضة الإثيوبي وتأثيره على مصر وتطورات هذا الملف، وأن وزير الخارجية أعطى تطمينات للنواب بأن مصر تتابع كل تفصيله وتطور عن كثب، وأن الحكومة الحالية والنظام القائم ليس مسؤولا عن تعثر المفاوضات بعد ثورة يناير حتى العام 2014، ولكن الأمور الآن تبدلت، وأن رؤساء "مصر والسودان وإثيوبيا" أعطوا الضوء الأخضر للتوصل إلى حلول حقيقية، وأن اجتماعات ثلاثية تبدأ من الغد لتذليل الإشكاليات.
وأضاف الخولي: "حالة إجماع سادت الاجتماع بشأن رفض التدخلات التركية في المنطقة، وأنه من غير المقبول التمادي من أنقره أكثر من ذلك في الكثير من الملفات، وبعدها أكد شكري للنواب أن قنوات اتصال مفتوحة على مدار الساعة لمتابعة تداعيات الاجتياح الإسرائيلي لغزة، وقال إنه ليس متخوفا من حالات تسلل الفلسطينين إلى الأراضي المصرية".
وشدد وزير الخارجية المصري على أن بلاده في حالة "توازن تام" من الميل ناحية المعسكر الأميركي أو الروسي، وأن احتدام الأجواء بين قطبي العالم تتعامل معه مصر برصانه، ليعترف بأن توتر الأجواء يكون له تأثير على منطقة الشرق الأوسط، ولكن مصر مصر سياستها قائمة على التوازن مع كل الأطراف وفقا للمصالح المصرية، كما أكد وزير الخارجية على دعم مصر الكامل للنائب مصطفى الجندي في انتخابات رئاسة البرلمان الأفريقي.
في تصريحات للمحررين البرلمانيين، كشف أيضا رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب اللواء كمال عامر عن جانب من لقاء شكري والنواب، إذ أكد عامر أن أعضاء اللجنة أولوا اهتماما لمختلف القضايا العربية والإقليمية التي تهم مصر، ومن بينها: القضية الفلسطينية والأوضاع في سورية وليبيا واليمن، وآخر تطورات ملف سد النهضة.
وأضاف عامر: "الوزير سامح شكري أكد أن مصر دولة قوية قادرة على مواجهة كل التحديات، وتخطي الصعوبات، وأن ملف سد النهضة، قضية رئيسية لمصر، وأنها تتباحث حول هذا الملف منذ ثلاث سنوات، وتم الوصول إلى مرحلة مهمة في المباحثات بهذا الصدد، وأن الأجهزة المعنية تتابع هذا الأمر بما يحقق المصلحة العليا للبلاد وبما لا يؤثر على حقوق مصر المائية".
وبالنسبة إلى القضية الفلسطينية، لفت عامر إلى أن الوزير شدد على أن هذه القضية من أهم القضايا، وأن مصر تقف قلبا وقالبا إلى جوار الشعب الفلسطيني.
وعن العلاقات مع السودان، نوه عامر إلى أن وزير الخاجية أكد أن مصر والسودان دولتان متجاورتان، ويمثلان عمقا استراتيجيا لبعضهما البعض، وأنهما مرتبطتان بمصالح مشتركة على مدى التاريخ، وأن الجانبين يبذلان كل الجهد لتحقيق وحدة المصالح المشتركة، وتقريب وجهات النظر، وأنه مهما حدث من اختلافات محدودة فيتم التغلب عليها بما يخدم المصالح المشتركة للدولتين.