موجة السيول

 تعرضت عدد من المحافظات المصرية خلال الـ 48 ساعة الماضية، لموجة من الطقس السيء والسيول، خلّفت ورائها 18 قتيلاً وإصابة العشرات، وفقاً لآخر بيان أعلنته وزارة الصحة المصرية.

وأدى الطقس السيء وارتفاع الأمواج، في مدينة رأس غارب، التابعة لمحافظة البحر الأحمر، إلى غرق جميع شوارع المدينة، ووفاة 7 مواطنين وإصابة 18 آخرين. وتسببت موجة السيول التي ضربت عددًا من قرى ومدن محافظة سوهاج، في انقلاب عدد من السيارات على طريق "سوهاج-البحر الأحمر"، مما أدى إلى وفاة 6 أشخاص وإصابة 24 آخرين. فيما توفي شخصان في محافظة الإسماعيلية صعقاً بالكهرباء، بعد موجة أمطار غزيرة، ضربت شوارع المدينة صاحبها برق ورعد.

 وقد أكد خبراء المياه إلى "مصر اليوم"، أن موجة السيول قد تكون "نقمة" من وجهة نظر البعض، وقد تكون "نعمة" لدى البعض الآخر، وفقاً لمدى استعدادات كل منهما، فبعض الدول الغربية والعربية، تعتبر "موجة السيول" التي تتعرض لها "نعمة" تنتظرها بفارغ الصبر، لا سيما الدول التي لا تطل على أنهار، لذا تستعد جيداً لموجة السيول التي تتعرض لها، من خلال  تدشين خزانات المياه، وتقوم باستغلال هذه المياه في الزراعة.

وأشار الخبراء إلى أن حجم الأمطار التي تسقط على مصر كل عام، تقدر بنحو 51 مليار متر مكعب مياه سنوياً، لا يتم الاستفادة سوى من 1.4 مليار فقط، وإذا أحسنت الحكومة الاستعداد لأزمة السيول، لكان لدينا وفرة كبيرة من المياه، يمكن من خلالها الاستفادة منها في زراعة أكثر من 650 فدان.

وأضاف الخبراء، أن حكومة المهندس شريف إسماعيل، تعاني من غياب الرؤية والتخطيط، مع كل أزمة تتعرض لها البلاد، على الرغم أنها تخرج لنا قبل بدء الأزمة، أنها استعدت لها جيداً، ولا نعلم أين تذهب هذه الاستعدادات.

واتفق الخبراء، على أن ضرورة تحقيق الاستفادة المُثلى من موجة السيول، التي تتعرض لها البلاد كل عام، مع بداية موسم الشتاء، من خلال التوسع في تدشين خزانات المياه في محافظات الصعيد وسيناء والبحر الأحمر والإسكندرية ، وتوجيه هذه المياه في زراعة محاصيل معينة، لا سيما المحاصيل التي تحتاج زراعتها إلى كميات كبيرة من المياه كالأرز، وبالتالي سيساهم ذالك في الحفاظ على مياه نهر النيل، والتوسع في إنشاء مخرات السيول لا سيما في المناطق الصحراوية.