القاهرة- محمد التوني
طالبت لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب المصري، بضرورة توافق الإرادة السياسية العليا بين مصر والأردن، بالحرص على تعزيز التكامل عبر اتفاق سياسي في المواقف على معالجة كافة التحديات التي تواجه الأمة العربية والتي تضع في أولوياتها القضية الفلسطينية.
وأشادت اللجنة في اجتماعها اليوم الاثنين، برئاسة اللواء سعد الجمال، بالتنسيق والتفاهم بين القاهرة وعمَّان واعتباره نواة للعمل العربي المشترك، عبر تدشين صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، تتناول الأوضاع السياسية والاقتصادية والتجارية، فضلاً عن الملفات ذات الأهمية بالنسبة للبلدين مثل القضية الفلسطينية، والأزمة السورية. وشدَّدت اللجنة في بيانها علي ضرورة تكاتف جهود الدولتين المشتركة للتعامل بحزم مع خطر الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية، ونشر الصورة الصحيحة للإسلام.
وأكدت اللجنة أن التنسيق المصري الأردني للقمة العربية المقبل في شهر مارس/آذار، له أهمية كبيرة للغاية، ويجب أن يسير جنبًا إلى جنب مع الدول العربية الأخرى لضمان نجاح هذه القمة، مؤكدًا على وجود إصرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على تحقيق ذلك في ظل التحديات التي نعيشها في العالم العربي.
ورأت لجنة الشؤون العربية، في مجلس النواب، أن العلاقات المصرية الأردنية واحدة من أفضل نماذج العلاقات العربية توازنًا واستمرارية وتقاربًا في شتى المجالات، خاصة لما لها من جذور تاريخية عميقة، لأن القضية الفلسطينية بكل أبعادها السياسية والعسكرية قد ربطت الدولتين بمصير هذه القضية، فكلاهما قد أعطى للقضية الكثير من الاهتمام والدعم وتشاركتا في كافة الحروب ضد العدو الإسرائيلي بدءًا من عام 1948.
وأكدت اللجنة أنه في ضوء التعاون السياسي والاقتصادي بين مصر والأردن، فقد عقد كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني قمة بينهما في القاهرة مؤخرًا تتسم بأهمية بالغة في هذا التوقيت، مشيرة إلى أن توقيت القمة في وقت بالغ الأهمية بالنظر لكافة الأحداث الملتهبة التي تدور في المنطقة والنزاعات المسلحة في العديد من الدول العربية وبحث سبل مكافحة الإرهاب.
ولفتت اللجنة إلى أنه تأتي قبيل انعقاد مؤتمر القمة العربية بعد عدة أيام في العاصمة الأردنية عمان وبرئاستها وما يحتاجه ذلك من تنسيق مواقف عربية تجاه التحديات التي تواجه الوطن العربي، مشيرة إلى أنها استعرضت سبل التحرك المستقبلي لكسر الجمود في عملية السلام في الشرق الأوسط والوصول لحل الدولتين لاسيما بعد تولي الإدارة الأميركية الجديدة ولقاء الملك عبد الله الثاني بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأكدت اللجنة على أن الأردن له دور تاريخي ومستمر في حماية المقدسات الدينية في القدس المحتلة، وفقًا لاتفاقية بين الأردن وفلسطين وتمارس دورًا مهمًا في الدفاع عن تلك المقدسات في مختلف المحافل الدولية، حيث تمثل الأردن مرتبة متقدمة في الاستثمارات داخل مصر تقدر بحوالي ملياري دولار، فضلاً عن التبادل التجاري الذي تجاوز 650 مليون دولار، مشيرة إلى أن الجالية المصرية في الأردن من أكبر الجاليات بعد المملكة العربية السعودية وتحظى برعاية واهتمام السلطات الأردنية، وتعتبر رافدًا مهمًا من روافد تحويلات العاملين بالخارج.