طرابلس-مصر اليوم
تضمّن العدد الخاص لمجلة مجلس النواب، بشأن جهود مصر السياسية والبرلمانية في الأزمة الليبية، مقالا للدكتور علي عبدالعال بشأن الإصرار المصري على رأب الصدع الليبي، وكواليس التحضير والدعوة للجلسة التاريخية التي حضرها المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي بمقر البرلمان المصري، وما تلاها من جهود للقيادة السياسية في إعلان القاهرة، وحالة الاصطفاف الوطني من جموع النواب بالمجلس من الأغلبية والمعارضة خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي بالقضية الليبية.
مجلة مجلس النواب تصدر بشكل ربع سنوي، في إطار الدور التوعوي والتوثيقي للأمانة العامة لجميع جهود مجلس النواب برئاسة الدكتور علي عبد العال، بمستوياتها التشريعية والرقابية والسياسية والدبلوماسية، حيث يرأس تحريرها الكاتب الصحافي بهاء مباشر.وأكد رئيس المجلس في مقاله بأن التهديدات والتحديات الإقليمية للدولة المصرية، تحتل محاور أساسية فى اهتمامات وتحركات القيادة السياسية المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومن خلفه جميع مؤسسات وأجهزة الدولة، حيث المساعي والجهود نحو مواجهتها بحسم وردع، دائمة وصادقة ومستمرة، بما يدعم الحفاظ على الأمن القومي المصري والعربي والإقليمي بجميع صوره وأشكاله، مؤكدا أن الدولة المصرية خاضت معركتها ضد الإرهاب وعناصره، ولا تزال، ولفظت كل المتطرفين ومعاونيهم، وقدمت الكثير من أبنائها لأجل ذلك حفاظًا على مستقبل شعبها وحرصًا على مصلحته العليا من أن يتهددها الإرهابيون، وتطرفهم، وإيماننا دائمًا بأنه لا مكان لمن يحمل السلاح ضد الدولة مهما كان شأنه.
وأضاف رئيس النواب بأنه وفقا لهذه التحركات يتزايد "الإصرار المصري" نحو إنقاذ الشقيقة والجارة ليبيا، حيث الإيمان الكامل بمرتكزات ثابتة تجاه أزمتها الممتدة منذ سنوات، بضرورة إنهاء حالة الصراع والاقتتال، وقطع الطريق على المقاتلين الأجانب والمرتزقة والتدخلات الخارجية بجميع صورها، وتفكيك الميليشيات الإرهابية وتسليم أسلحتهم، وانخراط جميع الأطراف في جهود صادقة نحو إعادة بناء الدولة الليبية بمؤسسات قوية تحقق تطلعات الشعب الليبي الضائع في ظل هذه الأزمات، وذلك من منطلق العلاقات الخاصة التى تربط مصر وليبيا، وتجعل من أمنها امتدادا للأمن القومي المصري، فضلًا عن تأثير تداعيات وضعها الراهن على المحيط الإقليمي والدولي.
ولفت عبدالعال إلى أنه بجانب هذه المرتكزات ودعمًا للشعب الليبي وتحقيق تطلعاته، تساند الدولة المصرية الشرعية الليبية متمثلة فى مجلس النواب الليبي المنتخب، ولهذا كانت الدعوة للأخ والصديق العزيز المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، للمشاركة في جلسات مجلس النواب المصري، وشرح تداعيات وتطورات الأزمة الليبية للشعب المصري والعالم أجمع من أعلى منصة البرلمان المصري.
وأكد عبد العال أن هذه الجلسة التي وصفت وبحق بأنها تاريخية وكاشفة لكل الأطماع التركية بمنطقة الشرق الأوسط، ورافضة لجميع صور وأشكال التدخلات الخارجية السافرة، وتداعياتها السلبية على الأمن القومي للمنطقة، ومن ثم تحميل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه هذه الأطماع والتحركات لردعها، تضمنت دعما شاملا وواسعا من جميع أطياف وتشكيلات مجلس النواب بمستويات الأغلبية والمعارضة، للقيادة السياسية المصرية لاتخاذ ما تراه مناسبا من تدابير وتحركات للحفاظ على الأمن القومي المصري وأيضا تطلعات الشعب الليبي، وبجانب ذلك أيضًا مواصلة التباحث والتنسيق بيننا وبين الأخ العزيز معالى المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي المنتخب، ودعم موقف ورؤية إحلال السلام في ليبيا بكل المباحثات البرلمانية الدولية، بما يحفظ أمن واستقرار المنطقة ويمنع التدخلات الأجنبية.
وأكد أيضا أنه استكمالًا لجهود الدولة المصرية في هذا الملف أيضا وإيمانًا بضرورة الحفاظ على مقدرات الشعب الليبي، تابع العالم أجمع ما شهدته القاهرة خلال الفترة الماضية من دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لقائد الجيش الوطنى الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، للتشاور حول تطورات الأزمة حيث أسفرت الدعوة عن توافق القادة الليبيين على إطلاق إعلان القاهرة، متضمنًا مبادرة (ليبية - ليبية) كأساس لحل الأزمة، فى إطار قرارات الأمم المتحدة، والجهود السابقة في باريس وروما وأبوظبي، وأخيرًا في برلين.
مجلس النواب المصرى المعبر عن شعب مصر بارك أيضًا هذه الخطوة، والتى لاقت ترحيبا عربيا وإقليميا ودوليا واسعا حيث حرصت القيادة السياسية المصرية على العمل على استعادة الدولة الليبية لمؤسساتها مع تحديد الآلية الوطنية الملائمة لإحياء المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة، وتحمل الجيش الوطني مسؤولياته في مكافحة الإرهاب، ورفض التدخل التركي السافر وما يمثله من انتهاكات لمقررات الشرعية الدولية، وأيضا لدعمه تنظيمات إخوانية إرهابية.واختتم عبدالعال حديثه بالتأكيد على أن ما يجمع مصر وليبيا الشقيقة أكبر من تطابق المصالح، وأكبر من رابطة الجوار والعروبة والدين، ما يجمعهما روابط دم ومصاهرة، ومصير مشترك بين الشعبين الشقيقين، وواهم كل من يتصور أن مصر يمكن أن تتخلى عن ليبيا أو تساوم فى الأزمة الليبية أو تهادن، وستظل مصر قيادة وشعبا ومؤسسات داعمة لحقوق الشعب الليبي الشقيق حتى يتحقق له ما يريده -على كامل ترابه الوطني- من أمن وسلام واستقرار، فى ظل دولة وطنية حرة موحدة ذات سيادة كاملة.
قد يهمك أيضا :
صرح عقيلة صالح بأن كلمة السيسي جاءت استجابة لندائنا وأدعو الليبيين للوقوف صفًا واحدًا
البرلمان الليبي يلوّح بطلب رسمي لـ"تدخل مصر عسكريًا" للحفاظ على الأمن القومي للبلدين