القاهرة - أحمد عبدالله
كشف أمين اللجنة الدينية في مجلس النواب، النائب عمرو حمروش، أن هناك حالة من الغليان في اللجنة الدينية في مجلس النواب بسبب تقدم النائب محمد أبو حامد بحزمة تعديلات علي قانون الأزهر، موقّعة من 130 نائبًا، والتي أعلن قرب تقدّمه بها، مشيرًا إلى أنّ النواب يدرسون تحركات معارضة لتعديلات أبو حامد، وأنهم يقفون على النقيض منها.
وأكّد عمرو حمروش، في مقابلة خاصّة مع "مصر اليوم"، أنّ رئيس اللجنة، أسامة العبد، يعارض قلبًا وقالبًا مشروع أبو حامد، وأنه سبق وأن جرت اتصالات بين أبو حامد والعبد، بيّن فيها الأخير أنّ الأزهر على مدار ألف عام، يقدّم منهجًا وسطيًا إلى 120 دولة، وأنه لا يصح أن نأتي الآن ونقوم بالهجوم عليه.
وتوقّع حمروش أن يتصدى أسامة العبد في اللجنة الدينية إلى مشروع تعديل قانون الأزهر، وأنه حال تم المساس بمناهج الأزهر سيتقدم العبد بمشروعات قوانين تطال كافة المناهج التربوية والتعليمية في الدولة، على أن يشملها مراجعات وتطوير في مختلف المراحل التعليمية الحكومية وليس الأزهرية فقط، ومشيرًا إلى أنّ هناك تحركات يقصد بها شخص شيخ الأزهر أحمد الطيب، وأنّ البرلمان وكافة مؤسسات الدولة كان حري بهم دعم الأزهر في هذه المرحلة وبذل المجهودات المخلصة لرد الانتقادات عنه وليس تعمّد تشويهه والسعي إلى هدمه.
وأفاد حمروش أنّ "الأزهر أبلغ الناس بوسطية الدين وكمؤسسة تسعى دوما لتطوير نفسها، وأنه في العام 2013 قام 100 عالم أزهري بتشكيل لجنة ضخمة وموسعة قامت بتنقية المناهج وحذف المتشدد منها، وقدمت رؤية متكاملة تشمل دفاع عن سماحة الأزهر من ناحية، وعرض لكيفية تطوير المناهج وطمأنة المجتمع بشأنها، لنفاجئ بأنه تم وضع التوصيات في الدرج ولا نعلم عنها شيء".
وحذّر حمروش من وجود كتلة كبيرة رافضة لما يفعله النائب محمد أبو حامد، وأنهم يدرسون تحركاته للرد عليها داخل اللجنة الدينية، وفي الجلسة العامة، متسائلًا "ما علاقة معاقبة الإمام الأكبر وإدراج عقوبات عليه تبدأ من اللوم وتنتهي من عدم الصلاحية، بتطوير مناهج الأزهر ومكافحة الإرهاب"، ومعتبرًا أن تعديلات أبو حامد تنال من استقلال الأزهر بشكل واضح، وأنه مهما بدا من تناسق بين تعديلات أبو حامد والنصوص الدستورية، إلا أنه واقعيا يتم الان المساس بحصانة الإمام الأكبر التي نص عليها الدستور.
وقال حمروش إنّه طالب في البداية بتفهم دوافع ونوايا أية قوانين تهدف لإصلاح المؤسسة الدينية العريقة، إلا أنه حاليًا يحذّر من حالة تذمر وتباين داخل صفوف النواب حول تعديلات ورغبات النائب محمد أبو حامد، وبشان تجديد الخطاب الديني كشف أنّ لا أحد يختلف على ضرورة وحتمية ذلك، وأن البرلمان عقد بالفعل له مؤتمر ضخم دعا له شيخ الأزهر والبابا تواضروس ومجموعة من القيادات الدينية والإعلامية، واستمر 3 ساعات برئاسة علي عبدالعال، ومن المنتظر أن يكون هناك جزء ثان منه، وأنّ الكثير من التوصيات وضعها مختصون ونواب ودعاة وأزهريون من أجل "تجديد الخطاب الديني"، ولكن نحتاج إلى إنزال التوصيات على "أرض الواقع"، ولا نحتاج إلا إلى تنفيذها فقط، وليس إجراء تعديلات مخصوصه من أجل استهداف شيخ الأزهر.
وطالب حمروش بالتركيز على قضايا المواطنين، وأن ينشغل البرلمان بمراقبة الحكومة وتشديد متابعة الأسواق، والسعي إلى حل المعضلات الاقتصادية والمعيشية، وأن ذلك سيساعد في رفع رصيد البرلمان لدى المواطن بشكل كبير، وأكبر على الأقل من الدخول في صدامات مع باقي مؤسسات الدولة.