القاهرة - أحمد عبدالله
وصف رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان المصري، عمرو غلاب، إجراءات الإصلاح الاقتصادي بـ"الدواء المر"، كاشفا عن دور مهم لائتلاف الأغلبية، الذي يشغل منصب نائب رئيسه، في التقرّب من المواطنين والتعرّف على مشاكلهم وإيجاد حلول لها، مؤكدا على سعي الائتلاف لتكوين "قواعد شعبية" تمهيدًا لدور سياسي مُنتظر خلال الفترة المقبلة.
وأشار خلال مقابلة مع "مصر اليوم" إلى الإجراءات الاقتصادية الأخيرة وتأثيرها على المواطنين، مؤكدًا أنه لا أحد ينكر أن تلك الخطوات "مؤلمة"، ولكنها مثل الدواء المر الذي لابد من الاستعانة به للوصول إلى الشفاء، وأن تلك السياسات والتدخلات تأخرت كثيرا، وأن مؤسسات دولية اقتصادية كبرى أشادت بطريقة سير الاقتصاد المصري والاطمئنان إلى نموه، وتابع "لا يمكن لأحد أن يتهمنا بعدم الشعور بالمواطنين أو طبيعة أحولهم، ففي ائتلاف "دعم مصر" خصصنا جزء كبير من الوقت والمجهود لتنظيم لقاءات دورية مع ممثلي القيادات المحلية بالمحافظات، وخصصنا لجنة باسم "تنمية المجتمع" في دعم مصر، هدفها الوحيد رصد مشكلات المواطنين والتعرف عليها ورفعها إلى السلطتين التشريعية والتنفيذية لوضع حلول عاجلة لها".
وفي شأن آخر، قال غلاب إن الموازنة الحالية هي الأضخم في تاريخ البلاد، وأنها تحقق الكثير من المتطلبات للمواطنين سواء في شكل حوافز وبنود للحماية الاجتماعية، ولكن هناك ملاحظة أساسية في طريقة صوغ الحكومة لموازنات سابقة، وأضاف: موازنة العام2016 /2017 لا تُوصف سوى بـ"العشوائية" تُوضع فيها الأرقام بشكل غير واقعي، ترتفع فيها معدلات الانحراف، كل حساب ختامي للموازنات السابقة يكون أسوأ عن الذي سبقه، وهو أمر نحاول تلافيه خلال الفترة المقبلة، سنستبدل موازنات الخانات التقليدية، ونعتمد بدلا منها على موازنات "البرامج والأداء"، بتوقيتات محددة وأهداف واضحة، وهو تحول سيكون تاريخي لموازنات مصر.
وبخصوص الأولوية المطروحة على اللجنة الاقتصادية وأكثر ما يشغل نوابها، كشف غلاب عن أن ملف "التصدير" هو الشغل الشاغل الآن للجنة ونوابها، نرى فيه مخرج مهم جدا للكثير من الأزمات والمشكلات، قادر على علاج حالة الانسداد في شرايين الاقتصاد، يشغل مواطنين ويقلل البطالة، يحسن سمعتنا في الخارج، ويوفر العملة الصعبة المهمة للبلاد.
وبسؤاله عن امتلاك مصر المؤهلات للنجاح في التصدير للخارج، أجاب النائب مسرعا: بالطبع لدينا، وكل ما نفتقده سواء من سلاسة الإجراءات أو التشريعات المطلوبة أو الاحتياجات اللوجيستية سيتم توفيره، ويجب أن نستعيد مرة أخرى قدرتنا الهائلة على التصدير، كما يجب أن نعود لاحتلال المراكز المتقدمة ضمن الدول المُصدّرة للخارج، سندعم خطة الإصلاح الاقتصادي بالعديد من المحاور ولنبدأ بالتصدير ونرى النتائج خلال الفترة المقبلة.
وعلى الجانب الآخر, أكّد بشأن تحويل ائتلاف دعم مصر إلى حزب سياسي "أن لا أحد ينكر احتياج الساحة السياسية المصرية إلى لاعبين أقوياء، إلى أحزاب جماهيرية نافذة بين المواطنين، وائتلاف الأغلبية البرلمانية يملك العديد من نقاط القوة، سواء في تكوينه والعناصر القائم عليها، أو في التجهيزات والمقرات التي تغطي كل محافظات الجمهورية، ورغم ذلك لن نكون قوة سياسية مصنوعة بعيدا عن الشارع، على العكس نحن مشتبكين مع أحوال المواطنين ونتعامل معهم بشكل مباشر وحيوي قبل أي إعلان عن خطوات أو أشكال مقبلة للائتلاف"، وتابع: أصارحكم القول بأننا بدأنا في تشكيل "قواعد شعبية"، وقوام من الشباب القادر على حمل المهام المتعلقة بالاستحقاقات الانتخابية والتنافس وتأدية الخدمات للمواطنين، وحال تم التوافق داخليا على التحويل بأي شكل لكيان سياسي آخر سنكون على أتم الاستعداد لذلك.