القاهرة- محمد التوني
أكّد اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب المصري، أن "الأمة العربية تمر بتحديات غير مسبوقة، وتراجع عربي عن الإحساس بالانتماء إلى الأمة العربية". وأكد في الجلسة العامة للمجلس، برئاسة الدكتور علي عبد العال، أن البرلمان الذي جاء بانتخابات غير مسبوقة لا يفوته ما تتعرض له الأمة لتظل مصر هي قلب الأمة العربية.
وتابع: "لقد كان الغزو الأميركي للعراق سنة 2003 بدعوى الحرب على الإرهاب هو البداية الحقيقية لزرع جذور الإرهاب الذي نما وترعرع في مناخ الفوضى الشاملة التي عاشها العراق لسنوات طوال حتى تفشى في ربوعها وارتبط بتحالفات دولية أو إقليمية فضلا عن الفتن الداخلية مذهبيا وعرقيا".
وأشار إلى أن اللجنة في اجتماعها اليوم، خلصت إلى أن الفوضى والدمار والإرهاب لم يستشرِ إلا بعد الغزو الأميركي الغاشم في عام 2003 للأراضي العراقية، وتأبى أن تغادرها بشكل أو بآخر، وهو الأمر الذي أقر به صراحة الرئيس الأميركي المنتخب ترامب.
وأوضح اللواء سعد الجمال أن معركة الموصل وإن بدت محسومة لصالح الجيش العراقي وحلفائه إلا أنها ما زالت طويلة نظرًا للصعوبات الجغرافية والاكتظاظ السكاني على اتساع رقعتها.
وأكد أن "المشاركين في المعركة تنوعت مشاربهم فمن جيش وطني إلى حشد شعبي إلى بشمركة كردية إلى تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، وغيرهم فماذا بعد المعركة؟ في ظل عدم وجود خطط أو مساحة متفق عليها بين كل هذه العناصر المتباينة".
وقال: "المأساة الإنسانية التي يتعرض لها المواطنون العراقيون في الموصل وغيرها من نزوح وتشريد وقلة موارد تحتاج إلى علاج فوري".
وأشار إلى أن جزءا لا يستهان به من مقاتلي داعش هم عسكريون سابقون في نظام البعث العراقي فما هي الضمانات التي تمنع عودتهم إلى مقاتلة الدولة والشعب العراقي تحت أي مسمى آخر.
وأوضح أن التدخلات الإقليمية السافرة من إيران وتركيا في الشأنين العراقي والسوري ومحاولات فرض النفوذ وتحقيق أطماع استراتيجية في المنطقة، مشيرا إلى أن المخاطر الجسيمة التي ما زالت تهدد وحدة وسلامة العراق وخطط التقسيم المعدة لتحويله إلى دويلات لضرب الأمن القومي العربي في الصميم.
وأكد أن مصر تقوم بدور فعال ونشط لدعم وتقوية العلاقات المصرية العراقية في سائر المجالات مع تقديم الدعم والمساندة الكاملة في حرب تحرير الموصل.
وأشار إلى أن اللجنة أوصت بضرورة مواجهة مظاهر تفكّك الدولة والتقسيم الفعلي بالتنسيق مع القوى السياسية والدينية والمذهبية، واستعادة الدور العربي الرسمي في العراق، عن طريق تكثيف الدعم الدبلوماسي من خلال إعادة فتح سفارات الدول العربية لتحقيق التوازن الدبلوماسي مع إيران في العراق.
وطالب ببناء تحالف إقليمي بين مصر ودول الخليج العربي لأنه من الصعوبة بمكان لإحدى هذه الدول مواجهة إيران بمفردها، والتحضير لحملة إعلامية كبرى توثّق النشاطات المعيبة في العراق، والتأثير غير المبرر في السياسة، ورعاية العنف ضد العراقيين، وتدويلها على المستوى الدولي. وطالب بضرورة اتخاذ كل التدابير الممكنة من أجل الحفاظ على حياة المدنيين الأبرياء في خضم المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي، الذي يتخفى وسط المدنيين متخذًا منهم دروعًا بشرية.
وشدد علي أهمية مساعدة الدولة العراقية على تأكيد مفهوم الدولة القومية وبناء دولة المواطنة في تعاملها مع مختلف الطوائف، ونبذ التمييز بين المواطنين بجميع أشكاله، واحترام مبادئ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية؛ حيث تمثل مبادئ المساواة ومحاربة الطائفية، أهم حصانة ضد محاولات التقسيم التي تستهدف العالم العربي أجمع.