القاهرة – أحمد عبدالله
تساءل النائب محمد عبد الله زين، عضو مجلس النواب عن حزب "مستقبل وطن"، عن جدوى تصريحات وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر، بموافقة الحكومة على تطهير الصحراء المصرية من الألغام متسائلاَ عن مدى الإمكانيات المادية والتكنولوجية التي تمتلكها مصر في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، في الفترة الأخيرة.
و أكّد النائب أن الحديث عن تطهير الصحراء الغربية من الألغام التي زرعتها قوات الحلفاء والمحور، خلال الحرب العالمية الثانية، أصبح "شو" إعلامي يتم كل فترة من قبل الحكومة دون نتائج علي أرض الواقع، فنحن بصدد أكثر من 70 عامًا على نهاية الحرب، و مازالت الألغام مدفونة في الأراضي المصرية تحصد أرواح المصريين، و تصيب آخرين بإعاقات مستديمة، مضيفًا أنّ الجهود المبذولة ليست سوى قطرة في محيط، مع وجود ما يصل إلى 2800 كيلومتر مربع من الصحراء لا تزال موبوءة بالألغام.
و أشار النائب إلي أنّ هذه المنطقة، تعتبر بمثابة الكنز لمصر حيث يتوافر بها البترول والغاز الطبيعي، و حوالي 1.85 مليون فدان من الأراضي الزراعية التي تحتاج إليها مصر بشدّة، بالإضافة إلى أنّ الساحل الشمالي منطقةً سياحية استيراتيجية يمكن أن نستفيذ منها في التعمير، بطريقة مخططة لتخفيف الكثافة السكانية عن وادى النيل، و الدلتا و هذا يعنى أيضًا توفير مصادر جديدة للدخل لمصر وتوفير فرص عمل لمئات الألوف من المصريين.
و أضاف النائب أنّ الحديث عن مساعدات، من قبل الاتحاد الأوروبي بقيمة 4 ملايين يورو، لا يمكّنون من المساعدة في التخلص من الألغام، حيث تحتاج مصر إلى أضعاف هذا المبلغ لنزع الألغام من هذه المنطقة، مشيرًا إلى أنّ عددًا من الدراسات، قدّرت تكلفة تطهير سيناء والصحراء الغربية من تلك الألغام بأكثر من 80 مليار دولار، وهو رقم كبير جدًا.
و أشار النائب إلى تصريح السفير البريطاني، بتسليم مصر خرائط أماكن تواجد الألغام بأنّها تصريحات عديمة الفائدة، بسبب عوامل التعرية، وحركة الرياح، مما أدّى حتمًا إلى تحريكها من أماكنها، مبينًا أن مثل هذه المساعدات ما هي إلا محاولة للظهور بمظهر الدول المساعدة للآخرين والإنسانية المفتعلة، لكن دون تفعيل على أرض الواقع.