البرلمان المصري

"جلسات مجلس النواب علنية، ويجوز انعقاد المجلس في جلسات سرية، بناءً على طلب رئيس الجمهورية، أو رئيس مجلس الوزراء، أو رئيس المجلس"، هذا هو نص المادة 120 من الدستور المصري، الخاصة بإذاعة جلسات البرلمان، والتي تزايدت الأصوات المطالبة بعودتها إلى الشاشة، خلال دور الانعقاد الثاني. وساهم 40 نائبًا مصريًا في إنهاء علاقة مجلس النواب بكاميرات البث المباشر، بعد 24 ساعة فقط من عمر المجلس، حيث قدموا اقتراح بوقف البث المباشر للجلسات، وعلى الفور طرح رئيس المجلس، علي عبد العال، الاقتراح للتصويت، ليقابله عدد كبير من النواب برفع الأيدي والتصفيق، وباستطلاع رأي مجموعة منهم، قبل بداية دور الانعقاد الجديد، اتفق النواب على أهمية عودة بث الجلسات.

وقال النائب سمير غطاس إن عودة البث التليفزيوني من الأمور "المهمة"، وليست أمرًا قليل الشأن، أو هامشي، فالشعب من حقه أن يبقى على تواصل دائم مع نوابه، وأن يعرف الجميع حقيقة من يمثلهم، ومن منهم حريص على الدفاع عن مصالح العامة، ومن يحضر لمجرد إثبات التواجد فقط. وأضاف أن عودة بث الجلسات أمر في صالح رئيس البرلمان، علي عبد العال، وليس العكس، فهو كثيرًا ما يشكو من غياب النواب، وعدم حضورهم الجلسات، ولكن مع إذاعة الجلسات، سيحاول الجميع، قدر الإمكان، إثبات أكبر قدر من الفعالية، من خلال الحضور والمشاركة في الجلسات.

وأكد النائب محمد بدراوي، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "الحركة الوطنية"، على ضرورة عودة بث الجلسات، مشيرًا إلى أنه تلقى عدة وعود من رئيس البرلمان، بعودة إذاعة الجلسات، وأنه برر وفسر قيامه بمنع هذه الجلسات برغبته في الاحتفاظ بسرية الجلسات، التي شهدت مناقشة قوانين مهمة، ومساعدته للنواب على التفرغ لتمرير 300 قانون، صدروا من قبل البرلمان، وكان الظهور الإعلامي سيعوق ذلك.

ولفت "بدراوي" إلى وجود اتجاه قوي لدي عدد كبير من النواب لعودة بث الجلسات مرة أخرى، وأنهم سيضغطون في هذا الاتجاه، قائلاً إن الشعب المصري محروم من "فرز و تصنيف" نوابه، ومعرفة من منهم نشيط، ومن يتكاسل، مؤكدًا على أن إذاعة الجلسات أحد أكثر الأمور التي ستساهم في تطوير أداء النواب، ونضج الأجندة التي يطرحونها تحت القبة، متوقعًا أن يعود البث للجلسات مرة أخرى.

وأشار النائب أسامة شرشر، عضو لجنة الإعلام في البرلمان، إلى أن إذاعة الجلسات أمر مهم، ولكن على النواب أن يستعدوا لذلك أولاً، وأن يدركوا أهمية المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وحساسية الظرف، الذي يجبرهم على الظهور بشكل ملائم أمام ناخبيهم، وأن يضربوا المثل الرائع لصورة البرلماني المصري، مستبعدًا أن يعود بث الجلسات خلال دور الانعقاد الثاني، وتوقع عودته في الأدوار المقبلة.