بغداد - مصر اليوم
دعا رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، يان كوبيش، جميع أطراف النزاع في العراق إلى بذل كل ما بوسعهم لحماية المدنيين، والالتزام التام بالقانون الإنساني الدولي، وضمان عدم إعاقة وصولهم إلى المنشآت الطبية، وحصولهم على المساعدات الإنسانية، وتمكينهم من مغادرة المناطق المتضررة من جراء العنف بأمان وكرامة.
وأعرب كوبيش، في تصريح صحفي أدلى به اليوم الأحد، عن القلق إزاء تقارير تحدثت عن خروقات لحقوق الإنسان ضد المدنيين الهاربين من القتال مع تنظيم (داعش)، وحث الحكومة العراقية على إجراء تحقيق شامل في هذه التقارير وبذل قصارى جهدها لمنع وقوع مثل هذه الحوادث ومحاسبة من يثبت تورطه في هذه الأعمال على نحو شفاف.
ولفت إلى أن إثارة الفتنة والتوترات الطائفية كانت وما زالت من أهداف الإرهابيين، وأن عمليات الفلوجة يجب أن توحد القوى السياسية ضد القوى التي تؤجج نيران الطائفية وأن تدفعهم إلى العمل سوياً للتوصل إلى المصالحة الوطنية التي تبرز الحاجة إليها، على طريق تحقيق تسوية تاريخية تقوم على شمول الجميع وعلى ضمان المساواة والعدالة للجميع، وذلك من شأنه أن يرسي أساساً مستداماً لوحدة العراق وشعبه.
وأبدي كوبيش تقديره للتوجيهات التي أصدرها رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالتحقيق في وقوع تجاوزات في عملية تحرير الفلوجة، كما رحب بدعوة المرجع الأعلى لشيعة العراق علي السيستاني لحماية المدنيين وممتلكاتهم خلال العمليات العسكرية الجارية لتحرير الفلوجة من قبضة داعش. وناشد المبعوث الدولي السلطات العراقية التي تتحقق أمنيا من المدنيين الذين يغادرون منطقة المعارك، لضمان أن تتم هذه العملية بأسرع ما يمكن وبما يتماشى تماماً مع المبادئ الانسانية في ظل هيكلية حكومية مركزية تضمن الشفافية وآلية متابعة موثوقة للذين يتم اعتقالهم والمسؤولية بشأن أعدادهم وأماكنهم من أجل منع التجاوزات وطمأنة أقاربهم الذين يشعرون بالقلق بشأن سلامتهم.
وقال كوبيش إن أهالي الفلوجة عانوا بصورة كبيرة في ظل سيطرة داعش، والكثير منهم يتنقلون ويعرضون حياتهم للمزيد من المخاطر لكي يهربوا من الإرهابيين والمعارك، وهم بحاجة ماسة إلى مأوى آمن، ولا ينبغي أن يتعرضوا إلى مزيد من المعاناة والترهيب. وأضاف أن معركة الفلوجة هي معركة كل العراقيين الذين يتمنون أن يروا مستقبلهم مع كل الآخرين في عراق يخلو من داعش، وأن القضية النبيلة لتخليص الفلوجة من إرهابيي داعش لا ينبغي أن يُسمح بتشويهها بانتهاكات لحقوق الإنسان ولكرامة الناس، وبالأخص على أسس طائفية.
وحث كوبيش الزعماء السياسيين العراقيين وقادة كافة القوات العسكرية والأمنية على تحمل مسؤولياتهم والوقوف صفا واحدا لتحرير الفلوجة وتجريد داعش من أية فرصة لاستخدام الانتهاكات، وبالأخص القائمة منها على أساس طائفي، لأغراض التنظيم الخاصة.