إسرائيل

لا تترك تركيا خلال الفترة الماضية أي فرصة أو محاولة للتقارب إلى إسرائيل، إلا وسلكتها، بداية من دعوات لإجراء مباحثات، مرورا بمباحثات بين أجهزة المخابرات، وأخيرا اقتراح بإعادة ترسيم المصالح الاقتصادية في البحر المتوسط.

كشفت صحيفة إسرائيل هيوم العبرية، عن تقدم تركيا بعرض إلى إسرائيل، من أجل إعادة رسم الحدود البحرية، والمصالح المشتركة بينهما في البحر المتوسط، وذلك في محاولة تركية جديدة للتقرب إلى إسرائيل.

وذكرت الصحيفة أن هذا المقترح خرج من مقال الأدميرال التركي السابق "جهاد ياجي"، وهو العقل المدبر لاتفاق تركيا وحكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج مطلع العام الجاري، والمقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمقرر نشره في مجلة تابعة لمركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب.

واعتبرت الصحيفة أن هذا المقترح من قبل تركيا خطة جديدة من إدارة أنقرة للتصالح مع إسرائيل، والتعاون فيما يخص سوق الغاز، وذلك باعتبارها الرسالة الثانية التي ترسلها تركيا إلى إسرائيل خلال أشهر قليلة، عقب الرسالة الأخيرة التي طالبت فيها أنقرة بإجراء مباحثات مع تل أبيب، إلا أن جائحة كورونا قد أوقفت الأمر.

ووفقا للتقرير، فإن تركيا ترغب من هذا المقترح عزل كلا من اليونان وقبرص، والإستيلاء على المنطقة الواقعة بين ليبيا، التي تم ترسيمها في الاتفاق الموقع بين أردوغان والسراج، وإسرائيل.  

وينص هذا المقترح على، أولا نقل الكتل 8و9و11و12 من قبرص إلى إسرائيل، وتعد الكتلة 12 في البحر المتوسط، هي حقل يشاي أفروديت للغاز، الذي تسيطر عليه شركة ديليك الإسرائيلية، وشركة شل، ونوبل إنرجي، ويحتوي على من 7 إلى 10 مليار متر مكعب من الغاز في الجانب الإسرائيلي، و100 مليار متر مكعب من الغاز في الجانب القبرصي.

وتعد هذه المنطقة محل نزاع بين قبرص وإسرائيل، على الرغم من الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين، ولذلك يسعى المقترح التركي استغلال هذا الأمر لصالحه.

وفي أول رد فعل من إسرائيل عن المقترح، قال مسئول إسرائيلي إلى الصحيفة إن أي اقتراح يأتي على حساب قبرص ليس بداية لتحسن العلاقات مع تركيا.

وأوضح أن: "قبرص حليف لإسرائيل، والحدود البحرية بين البلدين معترف بها من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي".

وأضافت الصحيفة العبرية أن هذا المقترح يأتي عقب تقارير عن محادثات سرية بين مسئولي الموساد الإسرائيلي، ومسئولين في المخابرات التركية خلال الفترة الماضية، حيث أعربوا عن رغبتهم في تحسين العلاقات مع إسرائيل، وسط توقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن التصريحات ضد إسرائيل.

ويتضح من كل ما سبق مدى المحاولات التي تقوم بها تركيا خلال الفترة الماضية للتقارب إلى إسرائيل، على الرغم من التصريحات التي يخرج بها رجب طيب أردوغان باستمرار ضدها، إلا أنها أصبحت وحيدة في المنطقة، في عزلة تامة، بسبب السياسات المتبعة من قبل أردوغان، ما يجعلها تبحث عن أي حليف أو دولة تتعاون معها فيما يخص خيرات البحر المتوسط من الغاز والنفط.