صراعات بين الصين والهند على الحدود

وقعت مواجهات لفترة وجيزة بين القوات الهندية والصينية في منطقة متنازع عليها في الهيملايا في تصعيد للأزمة المستمرة منذ أشهر بين جيشي القوتين النوويتين، على ما أفاد مسؤولون اليوم الأربعاء. 

وقال مسؤول عسكري هندي إن "الجنود الصينيين رشقوا حجارة على جنود هنود قرب بحيرة بانغونغ، وهي مقصد سياحي معروف، في منطقة لاداخ الجبلية أمس الثلاثاء"، وأضاف أن "الجنود الصينيين حاولوا مرتين التوغل في الأراضي الهندية لكن تم صدهم".

وقال المسؤول طالباً عدم ذكر هويته "وقع حادث بسيط، جرى رشق بالحجارة من الجانب الصيني لكن تمت السيطرة على الوضع بسرعة"، وأضاف أن "المواجهة الوجيزة انتهت بعد أن تراجع الجانبان الصيني والهندي كل إلى مواقعه".

وقالت شرطة ولاية جامو وكشمير بشمال الهند، حيث تقع بحيرة لاداخ، إن "الاشتباكات عادية نوعاً ما على طول خط المراقبة، حدود الأمر الواقع التي تقسم المنطقة بين الهند وباكستان".

وقال مصدر في شرطة سريناغار "هذه الأمور تحدث كل صيف، لكن هذه الحادثة الأخيرة استمرت لفترة أطول بقليل وكانت أكثر خطورة، لكن دون استخدام أسلحة".

وتقع بحيرة بانغونغ على ارتفاع 4 آلاف متر في الهضبة التيبتية، وتأتي الحادثة الأخيرة وسط استمرار النزاع بين الجانبين على هضبة استراتيجية في الهيملايا تبعد آلاف الكيلومترات، حيث يتواجه مئات الجنود الهنود والصينيين منذ أكثر من شهرين.

واندلع النزاع الحدودي في يونيو(حزيران) الماضي عندما بدأ جنود هنود بتوسيع طريق يعبر منطقة دوكلام (دونغلانغ بالصينية)، وتتنازع الصين وبوتان على المنطقة، وقامت الهند، حليفة بوتان، في أعقاب ذلك بنشر قوات لوقف أعمال شق الطريق، ما دفع بكين إلى اتهام الهند بانتهاك الأراضي الصينية.

وقالت الصين إن "على الهند سحب قواتها قبل البدء بأي مفاوضات"، فيما أعلنت الهند أن على الجانبين أن يسحبا قواتهما معاً.

وتتمتع الهضبة بأهمية استراتيجية لأنها تمنح الصين منفذاً إلى شريط ضيق يعرف باسم "عنق الدجاجة" ويربط ولايات شمال شرق الهند بباقي مناطق البلاد، وخاض الجاران النوويان حرباً وجيزة في 1962 في ولاية أروناشال برادش الهندية الحدودية.

وتصاعد التوتر على خط المراقبة الفعلي في 2014 عندما دخل جنود صينيون إلى أراض تقول الهند إنها تابعة لها، ما أثار أزمة عسكرية استمرت أسبوعين ألقت بظلالها على زيارة للرئيس شي جين بينغ.