الناخبون الروس

توجّه الناخبون الروس، اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع، للتصويت على انتخابات مجلس النواب (الدوما)، لاختيار أعضاء المجلس البالغ عددهم 450 عضوًا.

وبحسب معطيات لجنة الانتخابات المركزية في روسيا، فإن 109 ملايين و737 ناخبًا يتمكنون من التصويت على الانتخابات التي يشارك فيها 14 حزبًا في أكثر من 95 ألف مركز انتخابي في عموم البلاد، بخلاف 371 مركزًا للتصويت بالخارج لتأمين مشاركة نحو مليوني مغترب روسي.

ولأول مرة منذ 13 عامًا سيختار الناخبون 225 عضوًا مستقلًا من بين إجمالي أعضاء المجلس (450 عضوًا).

وتجرى انتخابات مجلس النواب (الدوما)، وسط أزمة اقتصادية تعاني منها روسيا، بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها نتيجة لموقفها في أوكرانيا وضمها لشبه جزيرة القرم، وانخفاض أسعار النفط.

وتأتي كلمة "دوما" من فعل "دومات" أي يفكر بالروسية، وتطلق "دوما" في اللغة الروسية القديمة على الأشخاص والمجالس التي تقدم المشورة للقياصرة، أما اليوم، فيلعب المجلس دور الغرفة الثانية للبرلمان الروسي، ويمثل السلطة التشريعية، ويصدر القوانين التي تشمل أيضًا تحديد مبادئ عمل الحكومة ورئيسها، ورئيس البلاد، كما يتمتع مجلس "الدوما" بصلاحية عزل رئيس البلاد في بعض الحالات.

وتجُرى الانتخابات، بناء على تعديل قانوني أجري في 2014، يتم بموجبه الاختيار على أساس الأحزاب في بعض المناطق، والاختيار على أساس الأشخاص في مناطق أخرى، بحيث يتم اختيار نصف أعضاء البرلمان من القوائم الحزبية، والنصف الآخر على أساس شخصي (مستقلون).

وتتبع روسيا النظام الرئاسي، وهو ما يعني أن رئيس البلاد، وليس مجلس النواب، هو من يعين الحكومة، إلا أن الحزب الذي يحوز على الأغلبية في "الدوما"، يمكنه المبادرة فيما يتعلق بإصدار القوانين، كما أن الأحزاب الممثلة في البرلمان يمكنها ترشيح أعضائها لانتخابات الرئاسة، ولها الحق في المشاركة في جميع الانتخابات الأخرى، وتستفيد من الميزانية التي تخصصها الدولة للانتخابات.

ويحوز على الأغلبية في "الدوما" حاليًا حزب "روسيا الموحدة"، المعروف بـ"حزب بوتين"، والذي يرأسه ديمتري ميدفيدف، رئيس الوزراء، في حين يجلس في صفوف المعارضة الحزب الليبرالي الديمقراطي، والحزب الشيوعي، وحزب روسيا العادلة، إلا أن تلك الأحزاب لا تقوم بتوجيه أي اعتراض على سياسات الحكومة، في حين أن الأحزاب التي توجه انتقادات شديدة للحكومة، لم تتمكن من تجاوز عتبة الـ 5% اللازمة لدخول المجلس. 

ويأتي على رأس الأحزاب المعارضة من خارج المجلس، حزب حرية الشعب، الذي ينتمي إليه "بوريس نيمتسوف" - اغتيل برصاص مجهول لقرب الكرملين في فبراير 2015 - فيما يرى مراقبون أن الإمكانات المحدودة لتلك الأحزاب، وعدم ظهورها في وسائل الإعلام الرئيسية، يجعل من الصعب عليها جذب المؤيدين.

وأجريت آخر انتخابات لمجلس "الدوما"، في ديسمبر 2011، وحصل فيها حزب "روسيا الموحدة"، على 49.23%، والحزب الشيوعي على 19.19%، وحزب "روسيا العادلة" على 13.24%، والحزب الليبرالي الديمقراطي على 11.67%، في حين لم تتمكن بقية الأحزاب من دخول البرلمان.