الأجهزة الأمنية المصرية

كشفت أجهزة الأمن , لغز العثور على جثة لرجل أعمال أعلى سطح عقار مكوّن من 11 طابقًا في حي بولاق الدكرور، وجرى استخراج جثة المجني عليه يوسف إبراهيم,33 عامًا مهندس ديكور، ويمتلك شركة مقاولات، وسط ذهول من سكان العقار ورواد المنطقة،

و كشفت تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية عن دوافع تلك الجريمة البشعة،واعترافات المتهمين، أحدهم يقيم في العقار، جاءت كالآتي:

- بلاغ تغيب

ورد بلاغ للمقدم محمد الصغير رئيس مباحث الهرم، من أسرة يوسف إبراهيم مهندس ديكور يفيد بغيابه عن المنزل وإغلاقه هواتفه المحمولة،  وذلك يوم الجمعة الماضي ,وبمجرد تحرير المحضر، جرى إخطار اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، بتفاصيل بلاغ التغيب، الذي أخطر اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وأمر بتشكيل فريق بحث وتحرٍ من ضباط قطاع الأمن العام، بالتنسيق مع إدارة البحث الجنائي بالجيزة، تحت إشراف اللواء محمد عبدالتواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد أسامة عبدالفتاح رئيس المباحث الجنائية لقطاع غرب الجيزة، والعقيد محمد راسخ مفتش مباحث الهرم،  لكشف ملابسات الواقعة، وجاءت خطة البحث بـ"فحص علاقات المجني عليه, تتبع هواتفه المحمولة, أخر مشاهدات له, البحث عن سيارته التي اختفت مع اختفائه ماركة بي أم دبليو".

- شابان وراء الجريمة

و توصلت القوات تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، بعد مرور 5 أيام على اختفاء المجني عليه،  إلى أن وراء اختفاء المجني عليه شابين كانا يعملان لدى الضحية، وأن آخر مشاهدات له كانت معهم، وتم استئذان النيابة العامة، لتوقيفهما واستجوابها كمشتبه فيهما بشأن ملابسات الواقعة.

وانطلقت مأمورية من مباحث الهرم، تحت قيادة المقدم محمد الصغير رئيس مباحث الهرم، إلى مكان إقامة المتهمين، وتم توقيفهما، وجرى اقتيادهما إلى قسم شرطة الهرم، وبدأت القوات في مواجهتهما بما ورد في تحريات المباحث خلال الـ5 أيام الماضية، ومثلا الشابان وهما أيمن.م، 34 سنة، ونصر.ص، 25 سنة أمام فريق المباحث، وتم مواجهتهما بما ورد في التحريات: "عثر بحوزتهما على سيارة المجني عليه, هواتفه المحمولة, أخر مشاهدات ومكالمات كانت بينهم الثلاثة".

وأنكر المتهمان في بداية الأمر صلتهم بالواقعة، وقال الأول إنه اشترى السيارة من المجني عليه، وقدم للضباط عقد بيع للسيارة من المجني عليه، بفحصه تبين أن العقد مزور، وبتضييق الخناق على المتهمين في المناقشة اعترفا أثناء مثولهما أمام اللواء محمد الألفي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث بقتلهما الضحية لسرقة سيارته.

وذكر محضر الشرطة، أن المتهمين اتفقا على استدراج الضحية بحجة الاتفاق على عمل ديكور لإحدى الشقق السكنية، وقتلوه بطلقة في الرقبة ونقلا الجثة إلى سطح العقار الذي يقيم فيه المتهم الأول، ودفناه في مقبرة أسمنتية أعلى سطح العقار في منطقة بولاق الدكرور.

وجاء في تحريات المباحث أنه عقب اعتراف المتهمين، جرى اقتيادهما بمعرفة قوة من مباحث الهرم وبولاق الدكرور، والنيابة العامة وضمت كل من العميد شامل عزيز مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، والعقيدين محمد راسخ ومحمد الشاذلي مفتشي المباحث، إلى مكان الواقعة وتم استخراج الجثة وعرضها على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة.

كان مدفون بينا.. و"منعرفش"

و قال محمد يوسف، صاحب محل سوبر ماركت، عن تفاصيل الواقعة، إنهم في الساعة 9 صباحا تقريبا، فوجؤوا بحضور قوة من المباحث إلى الشارع، وكان معهم ساكن في العقار، وآخر في كلبش واحد، وصعدا إلى سطح العقار، ولم تمض نصف ساعة، وجرى إنزال الجثة ملفوفة في ملاية، فعلم الأهالي من الضباط أن الجثة لمهندس، وأن الشابين قتلاه ليسرقا سيارته، وأضاف أحدهم "كان مدفون فوق السطح وإحنا مش عارفين.. قعد في المقبرة 5 أيام.. ربنا ينتقم منهم اللي عملوا كده".

- سجن المتهمين

و أمر اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطر المستشار شريف توفيق المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وباشرت نيابة حوادث جنوب الجيزة التحقيق في الواقعة، وقررت سجن المتهمين على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد المقترنة بالسرقة، وطلبت تحريات المباحث النهائية بشأن الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة.