الجزائر - مصر اليوم
دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الخميس في رسالة نشرتها وكالة الأنباء الرسمية، المتظاهرين ضد ترشحه لولاية رئاسية خامسة لتجنب "الفتنة والفوضى"، عشية احتجاجات جديدة مرتقبة في عدة مدن بالبلاد، ضمن يوم جمعة ثالث من المظاهرات المنددة بإصرار بوتفليقة على الاستمرار في الحكم على الرغم من حالته الصحية.
حذر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الخميس المتظاهرين ضد ترشحه لولاية خامسة من "الفتنة" و"الفوضى" وذلك في رسالة نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عشية مظاهرات جديدة رافضة لترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل/نيسان 2019.
وورد في الرسالة التي بعث بها بوتفليقة مهنئا المرأة في عيدها العالمي "شاهدنا منذ أيام خروج عدد من مواطنينا ومواطناتنا في مختلف ربوع الوطن للتعبير عن آرائهم بطرق سلمية". وتابع بوتفليقة (82 عاما) "لكن هذا لا يعفينا من الدعوة إلى الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية (...) قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى وما ينجر عنها من أزمات وويلات".
حميدة العياشي: رسالة بوتفليقة "خطاب تجاوزه الزمن"
ونشرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية نص الرسالة كاملا، بينما يعالج الرئيس الجزائري في مستشفى في جنيف منذ 24 فبراير/شباط.
وبحسب مدير حملته للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل/نيسان، عبد الغني زعلان فإن وضعه "لا يدعو للقلق" مؤكدا أن الأنباء حول تدهور حالته الصحية "لا أساس لها من الصحة على الإطلاق".
وتستعد النساء للخروج بقوة في مظاهرات الجمعة المصادف للاحتفال بيوم المرأة العالمي، بينما توجه إليهن بوتفليقة لدعوتهن "إلى الحرص على صون الوطن عامة وأبنائه بالدرجة الأولى".
وكما فعل أنصاره في مناسبات عدة ذكر بوتفليقة الجزائريين بـ"المأساة الوطنية الدامية" في إشارة إلى الحرب ضد الإسلاميين في الفترة ما بين (1992-2002) والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن 200 ألف قتيل بحسب إحصائيات رسمية.
وقال الرئيس المنتهية ولايته "دفع شعبنا كلفة غالية وأليمة للحفاظ على وحدتها (الجزائر) واستعادة سلمها واستقرارها بعد مأساة وطنية دامية". محذرا "هناك، على حدودنا، طوق من الأزمات والمآسي بفعل الإرهاب عند البعض من جيراننا (...) ولئن جعل الله الجزائر في مأمن حتى الآن في وسط هذه الزوبعة، فإن ذلك لا يخول لنا أن نغفل عن الاحتراس والتحلي باليقظة لصون بلادنا الغالية".
كما أكد بوتفليقة أن "الكثير من الحاقدين من خارج البلاد" تحسروا "على مرور الجزائر بسلام وأمان بفضلكم أنتم الجزائريين والجزائريات، عبر أمواج ما يسمى الربيع العربي...". ثم استدرك "إن قولي هذا ليس من منطلق التخويف، بل من موقف المسؤولية ومن حرصي على صون وأداء الأمانة".
والثلاثاء، حذر رئيس الأركان الجزائري أحمد قايد صالح بدوره في خطاب أدلى به في الأكاديمية العسكرية بشرشال من أن "بعض الأطراف (...) يزعجهم أن يروا الجزائر آمنة ومستقرة، بل يريدون أن يعودوا بها إلى سنوات الألم وسنوات الجمر التي عايش خلالها الشعب الجزائري كل أشكال المعاناة، وقدم خلالها ثمنا غاليا"، في إشارة إلى العشرية السوداء في الجزائر (1992).
ومنذ 22 فبراير/شباط، تشهد الجزائر احتجاجات رافضة لترشح بوتفليقة لولاية خامسة، في حركة غير مسبوقة من حيث حجمها وسقف مطالبها خلال العشرين سنة الماضية.