واشنطن - مصر اليوم
نقلت مجلة "بوليتكو" الأمريكية عن مصادر عسكرية قولها إن وزارة الدفاع الأمريكية بدأت في وضع الخطط لسحب كامل للبعثة الأمريكية من أفغانستان. وأضافت المصادر أن "القيادة الوسطى الأمريكية تعتبر إخلاء السفارة في كابل أمرا حتميًا". وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكي جون كيربي لموقع "سي.إن.إن" الأمريكي إن "التهديد الإرهابي انتقل في المنطقة ولم يعد كبيرا في أفغانستان كما كان". وأضاف: "علينا أن نركز على تهديدات أكبر مثل تلك التي تمثلها الصين وروسيا". وكان كيربي قال خلال مؤتمر صحفي مساء الجمعة إن نحو 3 آلاف جندي أمريكي سيصلون أفغانستان خلال أيام، مشيرًا إلى أن "القوات تركز على مهمة تأمين سحب الدبلوماسيين من أفغانستان".
وتابع: "قواتنا لا تزال توفر الحماية لسفارتنا في كابول بالاشتراك مع القوات الأفغانية وهناك قوات أمريكية وصلت بالفعل إلى أفغانستان كما أننا "نراقب الوضع في أفغانستان ولن نتوقع ما يمكن حدوثه في الأيام المقبلة، ونشعر بقلق كبير من التحركات السريعة لحركة طالبان في أفغانستان". وبين المتحدث باسم البنتاجون أن "تدهور وضع القوات الأفغانية جعلنا نعُجل من عملية ترحيل موظفينا من أفغانستان"، مشيرا إلى أنهم يعتزمون إخراج آلاف المدنيين الأفغان من كابول يوميا. وأوضح كيربي أن "العاصمة الأفغانية كابول ليست تحت تهديد وشيك في الوقت الحالي، لكن حركة طالبان تحاول عزلها".
يأتي ذلك وسط تقدم كبير لحركة طالبان باتجاه العاصمة كابول، بعدما سيطرت في وقت سابق اليوم على مدينة "بولي علم" عاصمة ولاية لوجار، وسط أفغانستان، والتي تقع على مسافة نحو 80 كيلومترا من العاصمة كابول. وكان مسلحو حركة طالبان شددوا قبضتهم على أفغانستان، الجمعة، وانتزعوا السيطرة على ثاني وثالث أكبر مدينتين في البلاد. وتصاعدت وتيرة العنف والقتال في أفغانستان مع انسحاب القوات الدولية، في ظل تعثر المفاوضات بين طرفي النزاع الأفغاني، للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وبحث المستقبل السياسي للبلاد. ومثل استيلاء طالبان على قندهار في الجنوب وهرات في الغرب إثر اشتباكات على مدى أيام ضربة مدمرة للحكومة، في الوقت الذي يتحول فيه تقدم طالبان إلى هزيمة منكرة لقوات الأمن.
وقال غلام حبيب هاشمي، عضو مجلس الولاية في إقليم هرات عبر الهاتف من مدينة هرات التي يقطنها حوالي 600 ألف نسمة قرب حدود إيران "تحولت المدينة فيما يبدو إلى خط مواجهة على جبهة القتال.. صارت مدينة للأشباح". وقال مسؤول حكومي إن قندهار وهي المركز الاقتصادي في جنوب البلاد خضعت لسيطرة طالبان. وتحولت الهزائم إلى وقود للقلق والمخاوف من سقوط الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة على أيدي مسلحي الحركة في الوقت الذي تضع فيه القوات الدولية اللمسات الأخيرة على عملية الانسحاب بعد حرب دامت 20 عاما. وبين المدن الرئيسية في أفغانستان، لا تزال الحكومة تسيطر على مزار الشريف في الشمال وجلال آباد قرب الحدود الباكستانية في الشرق بالإضافة إلى كابول.