الوزير أكرم شهيب

بعد الاعتراض الشعبي في لبنان على الخطة التي قدمها الوزير أكرم شهيب لحل أزمة النفايات, وظهور ردود فعل مستنكِرة, سيما في منطقتي عكار والبقاع والناعمة, حيث قطع طريق المصنع, الجمعة, احتجاجاً على إقامة مطمر في المنطقة, وإطلاق حملة تحت شعار "لا لجبل نفايات جديد في صيدا" مقابل معمل فرز النفايات المنزلية الصلبة عند مدخل صيدا الجنوبي, يصعب رسم تقويم واضح لمسار العمل الحكومي في الأيام المقبلة.

وكشفت مصادر أن صعوبة توقع مسار الحكومة اتضح بعد أن ظهر للرأي العام أن الوزير شهيب نجح خلال أسبوع في إيصال ملف النفايات إلى خواتيمه رسمياً وليس شعبياً, عبر إعطاء فرقاء الحكومة إياه الضوء الأخضر للتطبيق.

وأضافت أنه عندما استشعرت القوى السياسية خطورة ترْك أزمة النفايات عالقة, حصل تحييدها عن صراعاتهم السياسية, حتى من قبل "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" اللذين أرسل كل منهما وزيراً واحداً إلى الجلسة لتمرير خطة النفايات, فيما حجب الوزير الآخر لتسجيل تحفظه على الاستمرار في حضور الجلسات اعتراضاً على آلية عمل مجلس الوزراء.

واعتبرت أن ذلك "قد يفتح الباب على مصراعيه أمام صراع جديد مع الشارع يكون على الجيش والقوى الأمنية مواكبة تنفيذه بسلطة القانون وهيبة الدولة".

والتقى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي الحكومي الجمعة, السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري. وأضاف عسيري بعد اللقاء انه نقل إلى سلام "حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على استقرار لبنان وتطلعات القيادة السعودية إلى أن يتجه الحوار القائم حالياً إلى انتخاب رئيس الجمهورية لتعزيز المؤسسات الدستورية". واتصل عسيري برئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط, معزياً في وفاة الشيخ وحيد البلعوس.

وأعلن مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان أن "لا استقرار ولا حلول جذرية من دون انتخاب رئيس للجمهورية". وأكد بعد ترؤسه اجتماعاً في دار الفتوى للعلماء والأئمة وخطباء المساجد

في بيروت, وإعطائه التوجيهات لضبط مساجد العاصمة للمحافظة على دور المسجد ورسالته في الاعتدال والوسطية أن "الحوار بين القيادات السياسية في مجلس النواب أعطى أملاً للبنانيين في تلاقيهم وحوارهم, للوصول إلى نتائج أقلها استتباب الأمن والمحافظة على مؤسسات الدولة".

ووجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة, نداءً إلى "اللبنانيين بأن يكونوا يداً واحدة, وإلى السياسيين أن يتواصلوا ويعمقوا تشاورهم, ويبادروا إلى انتخاب رئيس للجمهورية, ليحافظ على الوطن ليكون معافى من كل فساد, رئيس يرعى شؤون الوطن ويحفظ مؤسساته ويبعد شبح المؤامرة عنه, وعلينا أن ندعم الجيش, لأنه ضمانة استقرار الوطن وحفظ سيادته".