أنقرة - جلال فواز
كشفت مصادر مطلعة أن الشرطة التركية اعتقلت ثمانية أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى "داعش" يخططون للتسلل إلى أوروبا كلاجئين، واعتقلت شرطة مكافحة التطرف المشتبه فيهم في مطار أتاتورك في إسطنبول بعد أن سافروا من مدينة الدار البيضاء، الثلاثاء.
وعثرت الشرطة على مذكرة مكتوبة بخط اليد مع أحد المشتبه فيهم يتضح فيها مسار الهجرة من أسطنبول إلى ألمانيا عبر اليونان وصربيا والمجر، بما في ذلك استخدام زوارق المهربين عبر البحر الأبيض المتوسط فضلا عن العديد من القطارات والحافلات والرحلات.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من الكشف عن ثمانية مهاجرين وصلوا إلى الاتحاد الأوروبي باستخدام جوازات سفر مطابقة لأحد الجوازات التي وجدت مع أحد الانتحاريين في هجمات باريس.
وبيّن الرجال الثمانية للشرطة أنهم مجرد سياح يخططون لقضاء بضعة أيام في إسطنبول كما أنهم حجزوا غرفة في فندق ولكن لم يتم العثور على أي حجوزات بأسمائهم، وتعتبر تركيا نقطة الانطلاق الرئيسية للمهاجرين القادمين إلى أوروبا وتستضيف حاليا أكثر من مليون لاجىء سورى.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة، في وقت سابق هذا الشهر أن أكثر من 650 ألف مهاجر ولاجئ وصلوا إلى الجزيرة اليونانية خلال العام الحالي باستخدام الطريق الشرقي للبحر المتوسط، وسلطت هجمات باريس الضوء على تدفق اللاجئين بعد اكتشاف جواز سفر سوري مسجل في الجزيرة اليونانية ليروس في 3 تشرين الأول/أكتوبر في موقع هجمات باريس.
وتعرضت تركيا للنقد من قبل حلفائها الغربيين لعم اتخاذها إجراءات قوية لوقف تدفق مسلحي "داعش" المتطرفين عبر حدودها التي يسهل اختراقها، وكثفت أنقرة الإجراءات الأمنية في الأشهر الأخيرة بعد سلسلة من الهجمات القاتلة بواسطة المتطرفين بما في ذلك تفجير انتحاري مزدوج في أنقرة أسفر عن مقتل 102 شخص.
وأشارت البيانات الرسمية قبل أيام، إلى أنه في النصف الأول من عام 2015 اعتقل أكثر من 700 متطرف مشتبه فيهم وجرى ترحيلهم من تركيا في حين كان الرقم 520 فقط في عام 2014، وتأتى الاعتقالات في تركيا بعد الكشف عن تجارة جوازات السفر المزورة التي تسمح للمتطرفين بالتسلل إلى أوروبا.
ووصل ثمانية مهاجرين إلى أوروبا باستخدام وثائق سفر مماثلة لتلك التي وجدت مع أحد الانتحاريين في هجمات باريس، حيث طلب الانتحاري اللجوء إلى الجزيرة اليونانية ليروس قبل أسابيع مع جواز سفر سوري وهمي باسم أحمد المحمد البالغ من العمر 25 عامًا.
وأعلنت الشرطة الصربية أنها نجحت في توقيف رجل يحمل جواز سفر سوري يطابق ما وجد إلى جانب جثة الانتحاري وكان يحمل الاسم وتاريخ الميلاد ومكان الولادة وكان الفرق الوحيد في الصورة، وأوضح مسؤول صربي أن ما لا يقل عن ستة رجال آخرين دخلوا الاتحاد الأوروبي بجوازات سفر متطابقة تقريبا، وأثار هذا الاكتشاف مزيدًا من المخاوف بشأن تزوير وثائق السفر في الشرق الأوسط لخداع السلطات وجعلها تصدق أن حاملها من طالبي اللجوء بالفعل، والأسوأ من ذلك احتمالية وجود وثائق وهمية في حوزة المتطرفين والتي لم تكتشف بعد في منطقة السفر الحرة "شينغن" عبر الاتحاد الأوروبي.
وبيّن رئيس مجلس إدارة مجموعة "Migrationwatch"، اللورد غرين، "يشير هذا إلى أن الحدود الجنوبية للاتحاد الأوروبي أصبحت مفتوحة للاحتيال، ويعد الأمر عملية ضخمة لاستعادة السيطرة عليها، وفي الوقت ذاته هناك مخاطرة أمنية بشأن الناس الذين يحملون جوازات سفر وهمية في أنحاء أوروبا".
وأضاف النائب المحافظ في لجنة الشؤون الداخلية، جيمس بيري، "في بريطانيا نطمئن لأننا لسنا أعضاء في الاتفاقية حيث يتم التحقق من جوازات السفر لجميع الأشخاص الذين يأتون إلى هنا، ولكن يسهل اختراق أوروبا أيضا في حالة وصول المتطرفين إلى الحدود الأولى مع عدم وجود مراجعات أخرى لهم حتى يصلوا إلى المكان الذين يريدون مهاجمته".
وبيّن رئيس حزب العمل، كيث فاز، "نحن في حاجة إلى إمداد الحدود الجنوبية لدول الاتحاد الأوروبي بالمعدات اللازمة والخبراء لكشف أي تزوير أو احتيال في وثائق السفر، وإذا فشلنا في تنفيذ هذا تصبح حياة مواطني الاتحاد الأوروبي في خطر"، حيث تطابقت بصمات الانتحاري الذي فجر نفسه بالقرب من الاستاد الفرنسي مع بصمات شخص دخل إلى أوروبا عبر اليونان باعتباره لاجئ.
وأكدت الشرطة الصربية أن حامل جواز السفر مر من خلال مخيم في بريسفو بالقرب من الحدود مع مقدونيا، وهو المكان الذي اعتقل فيه صاحب جواز السفر الثاني السبت، وأوضحت أن المحققين الفرنسيين يعتقدون أن وثائق السفر التي وجدت إلى جانب جثة أحد الانتحاريين خارج الاستاد الفرنسي تخص أحد الجنود الموالين للقوات الحكومية والذي قتل منذ أشهر، ويحمل جواز السفر اسم أحمد المحمد من مواليد 10 أيلول/ سبتمبر 1990 من مدينة إدلب السورية، وأوضحت المصادر أن هذه البيانات تم تلفيقها على أساس هوية حقيقية.
ويقدم المزورون في الشرق الأوسط جوازات سفر سورية مزورة وبطاقات هوية وشهادات ميلاد مزورة بسعر أقل من 165 إسترليني، وفي أيلول/سبتمبر حصل صحافي على جواز سفر سوري مزور بسعر 1300 إسترليني واستخدم لخداع السلطات للاعتقاد بأنه من طالبي اللجوء.
ووصل الانتحاري "المحمد" إلى اليونان بعد عبور بحر إيجه من تركيا بواسطة زورق مع مجموعة من 198 مهاجرا، وجرى توقيفه وأطلق سراحه فيما بعد وأعطى الأوراق التي تسمح له بالسفر إلى أثينا وأوروبا لأن المسؤولين اعتقدوا أنه من اللاجئين، وسمح له بالسفر عن طريق البلقان مع المرور بنقاط تفتيش في صربيا وكرواتيا قبل أن يتوجه إلى شمال باريس.