واشنطن - مصر اليوم
أكد باحثون من منظمة الصحة للبلدان الأمريكية أن مقارنة بين معدلات الإصابة بمتلازمة جيلان باريه قبل وبعد انتشار فيروس زيكا فى 7 بلدان تشير إلى وجود علاقة قوية بين الفيروس والمتلازمة. وأوضح العلماء أن متلازمة "ديلان باريه" هى خلل فى جهاز المناعة يهاجم فيه الجسم نفسه بعد الإصابة بالتهاب أو عدوى وهو ما يحدث عادة فى الأيام التى تلى الإصابة بمرض.
ورصد الانتشار الحالى لفيروس زيكا لأول مرة فى البرازيل العام الماضى وانتشر منذ ذلك الحين فى أنحاء الأمريكتين ومنطقة الكاريبى. وتعتبر النساء الحوامل الأكثر عرضة لخطر الفيروس لأنه يتسبب فى عيوب خلقية خطيرة من بينها صغر حجم الرأس وعدم اكتمال نمو المخ لدى الأجنة، وفى البرازيل تم الربط بين الإصابة بالفيروس وأكثر من 1800 حالة من صغر حجم الرأس.
لكن نواقيس الخطر الأولى التى دقت فى البرازيل بسبب فيروس زيكا تردد صداها قبل أشهر من ظهور حالات صغر حجم الرأس مع ملاحظة إصابة البالغين الذين يتعافون من الإصابة بزيكا بنسب أعلى من المعتاد بمتلازمة جيلان- باريه. وفى تقرير نشر فى دورية "نيو إنجلاند جورنال أوف مديسين" قام الدكتور "ماركوس إسبينال" مدير قسم الأمراض المعدية فى منظمة الصحة للبلدان الأمريكية وهى الذراع الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية وزملاؤه بتحليل معدلات الإصابة بمتلازمة جيلان-باريه وزيكا فى ولاية باهيا فى البرازيل وفى كولومبيا وجمهورية الدومنيكان والسلفادور وهندوراس وسورينام وفنزويلا.
وقيم الباحثون 164237 حالة مؤكدة ومشتبه فى إصابتها بفيروس زيكا و1474 حالة من متلازمة جيلان-باريه فى الفترة من الأول من أبريل نيسان 2015 وحتى 31 مارس آذار 2016 باستخدام بيانات جمعوها من تقارير رسمية فى تلك البلدان.
وخلص تحليلهم إلى وجود علاقة وثيقة بين تزايد الإصابة بفيروس زيكا وارتفاع الإصابات بمتلازمة جيلان-باريه. كما خلص الفريق إلى أن تراجع الإصابة بزيكا فى بلد صاحبه تراجع فى حالات الإصابة بتلك المتلازمة أيضا. وبالمقارنة بمعدلات الإصابة قبل انتشار زيكا زادت الإصابات بمتلازمة جيلان-باريه بنسبة 172 بالمائة فى ولاية باهيا فى البرازيل التى انتشر فيها الفيروس بقوة. كما رصد الباحثون نسب ارتفاع مماثلة فى دول أخرى شملت زيادة فى حالات الإصابة بالمتلازمة بنسبة 211 بالمائة فى كولومبيا و150 بالمائة فى جمهورية الدومنيكان و100 بالمائة فى السلفادور و144 بالمائة فى هندوراس و400 بالمائة فى سورينام و877 بالمائة فى فنزويلا.
ولم يجد فريق البحث علاقة بين جيلان-باريه وحمى الدنج وهو فيروس قريب الشبه بزيكا ويشتبه فى انه يساهم فى زيادة الإصابة بتلك المتلازمة. وبناء على النتائج التى خلصوا إليها قال الباحثون إن هناك "صلة قوية" بين زيكا وجيلان-باريه لكنهم قالوا أيضا إن هناك حاجة للمزيد من الدراسات لإثبات وجود علاقة سببية مباشرة بينهما. وتتسبب متلازمة جيلان-باريه فى ضعف تدريجى فى الساقين والذراعين والجزء العلوى من الجسم وفى بعض الحالات تؤدى إلى شلل مؤقت. ويحتاج المرضى الذين يصابون بها عادة إلى عناية مركزة وتنفس صناعى. وبالنظر إلى تلك المتطلبات قال الباحثون إن زيكا يشكل "عبئا كبيرا" على الدول فى أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبى والتى يعيش فيها نحو 500 مليون نسمة عرضة للإصابة بالفيروس.