يعيش الإيفواري رزاق سيسيه، مهاجم الاتحاد السكندري المعار من صفوف الزمالك، أوقاتاً صعبة بعدما تلقيه صدمة قوية بوفاة والدته واثنتين من شقيقاته في حادث أليم بكوت ديفوار قبل أيام قليلة.

رزاق سيسيه من أبرز المحترفين الأجانب في الدوري المصري، فهو يقضي الموسم الجاري معارا من الزمالك إلي الاتحاد السكندري للموسم الثالث علي التوالي ونجح في صنع شعبية لافتة بين جماهير زعيم الثغر بفضل أهدافه الممتعة ولمساته الساحرة وسط أنباء عن رغبة الزمالك في استعادته لقيادة خط هجوم الفارس الأبيض في الموسم الجديد.

وتشبه المحنة التي تعرض لها سيسيه الصدمة التي عاشها أيمن أشرف نجم الأهلي ومنتخب مصر الذي سيظل 16 سبتمبر 2016 محفوراً في ذاكرته، حيث كانت والدته برفقة شقيقته في الإسكندرية لزيارة أيمن، لكن القدر شاء أن يتعرضا لحادث مرور أدي إلي وفاتهما، كانت تلك الليلة بالنسبة لأيمن أشرف كالكابوس، حيث تذكرها بعد مرور سنتين وكتب علي صفحته علي تويتر، "منذ سنتين رحل أغلي اثنين عندي، أحاول أن أنسي كي أعرف كيف أعيش، لكن كل يوم يحصل أمر يذكرني بهما، كنت أفضل فقدان الذاكرة لكن للأسف أتذكر كل التفاصيل، فلم أعد أحس بأي ألم، ما دام لا يوجد ألم أكثر من هذا."

"كلمات أيمن أشرف إن دلت علي شيء فإنما تدل علي حزنه العميق في تلك الفترة، ولم يضاه ذلك الحزن مصيبته في 2015 لما أصيب بالرباط الصليبي لما كان علي أعتاب المنتخب المصري في زمن المدرب شوقي غريب، وغاب طويلاً عن الملاعب، لتتوالي المصائب علي أيمن أشرف، لكنه مع مرور الوقت عرف كيف يلملم جراحه ويعود للحياة الطبيعية ويطوي صفحة حزينة قد تبقي في ذاكرته لكنها لم تؤثر علي مشواره الكروي رغم أنه في بداية الصدمة فكر في اعتزال الساحرة المستديرة والانزواء بعيداً.

ولكن أيمن أشرف عاد واختار الصمود وفتح صفحة جديدة في حياته هي التحاقه بالقلعة الحمراء، وبدأ يستعيد مستواه شيئاً فشيئاً وعرف كيف يضمن مكانة أساسية رغب صعوبة المأمورية بوجود علي معلول وصبري رحيل، إلا أنه آمن بقدراته وأصبح حجرا أساسيا في دفاع الأهلي، لتتوالي المواسم ويتوج بثلاثية تاريخية مع فريقه الموسم الماضي، من بينها أبطال أفريقيا أمام الزمالك، ولأن المثل يقول "بعد الشدة يأتي الفرج"، شارك أيمن مع الأهلي في كأس العالم للأندية وقدم مباراة كبيرة أمام الدحيل وفاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة، وساهم بشكل كبير في وصول الفريق إلي المربع الذهبي رغم ضغط الدحيل في الشوط الثاني لكن الدفاع بقي صامداً وأنهي اللقاء بشباك نظيفة وتوج مع الاهلي بالبرونزية للمرة الثانية في تاريخ القلعة الحمراء ، وحجز موقعه في تشكيلة منتخب مصر بتألق وثبات وسط أقوي المحترفين.              

فهل يتعلم سيسيه من صمود أيمن أشرف ويعود ليداعب الساحرة المستديرة ويغسل احزانه بأهدافه وبطولاته ، وحرص ونشر النادي السكندري صورة للاعب الإيفواري مرفق بها رسالة تحفيزية لتجاوز هذه المنحة حيث كتبت الصفحة الرسمية للاتحاد، "رزاق سيسية.. كُن قوياً فنحن دائماً معك".