مشروع قناة السويس الجديدة

 أكد الرئيس القبرصي ، أن مشروع قناة السويس الجديدة هو خدمة كبرى للمنطقة والعالم ، معتبرًا أن مصر شريكًا استراتيجيًا كبيرًا لبلاده.

وأثنى في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط" الدولية على جهود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى في التعامل مع التحديات التي تواجه مصر ومنها الوضع الأمني والاقتصادي، معربًا عن تضامن بلاده الكامل مع الرئيس السيسى في معركته ضد الإرهاب والتطرف ، مشيدًا بجهود الرئيس السيسى في تحسين الوضع الأمني والاستقرار في مصر، فضلًا عن المنطقة بأسرها من خلال الكثير من المبادرات الرامية إلى تحقيق المزيد من التعاون بين القوى الإقليمية المعتدلة وتيسير تسوية الخلافات المعقدة وطويلة الأمد.

وصرح الرئيس القبرصي بأنه التقى الرئيس المصري في مناسبات كثيرة ، وكان أول رئيس أوروبي يزور مصر في (ديسمبر عام 2013 ، حيث أتيحت الفرصة للاجتماع بالرئيس عبد الفتاح السيسي للمرة الأولى، بصفته العسكرية وقت كان نائبًا لرئيس الوزراء المصري ووزير الدفاع.

وكان الرئيس القبرصي هو الرئيس الأوروبي الوحيد الذي حضر مراسم تنصيبه رئيسًا لجمهورية مصر العربية في 8 يونيو 2014، حيث اجتمع نظيره المصري  في سبتمبر عام 2014 على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك ، وأعرب كل منهما عن التزامه بالعمل على إحياء العلاقات الإستراتيجية الشاملة بين البلدين بناء على المصالح المشتركة، لاسيما في المجالات المتعلقة بالتعاون الأمني والدفاعي ، ومجالات الطاقة والمسائل البحرية.   وذكر الرئيس نيكوس اناستاسيادس أنه شارك في 8 نوفمبر 2014 في أول قمة ثلاثية تجمع رؤساء مصر واليونان وقبرص التي عقدت في القاهرة، وتابع انه كان هناك اجتماع في مارس من عام 2015 مع الرئيس السيسي على هامش مؤتمر التنمية الاقتصادية المصري ، وأخيرا ، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة قبرص في 29 أبريل 2015 للمشاركة في أعمال الدورة الثانية من القمة الثلاثية المصرية - اليونانية - القبرصية".

وأكد أن تكرار الاجتماعات ، فضلا عن الاجتماعات التي عقدت بين المسؤولين الحكوميين في البلدين ، تدل على أن العلاقات الثنائية والتعاون بينهم على المستوى الإقليمي والدولي قد بلغ آفاقًا جديدة لا يمكن مقارنتها إلا بفترة العلاقات التاريخية التي جمعت الرئيس عبد الناصر بالرئيس مكاريوس .

وأشار إلى أن  قبرص تعتبر مصر من الجيران البارزين وشريكًا استراتيجيًا كبيرًا ، مؤكدًا تقديم بلاده ولقد دعمًا لا لبس فيه منذ البداية للرئيس عبد الفتاح السيسي ، الذي يحاول ، بعزم ملحوظ ونزاهة فائقة ، التعامل مع التحديات الكبيرة التي تواجه مصر، ومن بينها الوضع الأمني، والإصلاح الاقتصادي، والتنمية، وتنفيذ خريطة الطريق للانتقال بالبلاد إلى الديمقراطية الكاملة.

وأثنى رئيس قبرص على جهود الرئيس المصري في إنعاش الاقتصاد، بما في ذلك تعزيز الاستثمارات وتحفيز القطاعات ذات العمالة الكثيفة ، مثل مشروع قناة السويس الذي يقدم خدمة كبرى للمنطقة والعالم، وغيرها من المشاريع الكبرى العملاقة، موجهًا الشكر والثناء للرئيس عبد الفتاح السيسي لجهوده الكبيرة في تحسين الوضع الأمني والاستقرار في مصر، فضلا عن المنطقة بأسرها من خلال الكثير من المبادرات الرامية إلى تحقيق المزيد من التعاون بين القوى الإقليمية المعتدلة وتيسير تسوية الخلافات المعقدة وطويلة الأمد.

وشدد الرئيس القبرصي على أن علاقة بلاده مع "إسرائيل" لا تأتي على حساب مواقفهم المبدئية تجاه القضية الفلسطينية، موضحًا أن العلاقات التي تربطهم بالعالم العربي عميقة جدًا وتاريخية ، كما أنها تعكس عزمهم وتصميمهم على المحافظة على العلاقات الجيدة مع كافة جيرانهم، مؤكدًا على موقفهم المعلن والثابت من القضية الفلسطينية من دون تغيير، ومن حل الدولتين ، حيث يمكن للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني التعايش في سلام جنبا إلى جنب حسب قوله.

وأشار الرئيس إلى أن قبرص افتتحت في السنوات الأخيرة، سفارات لها لدى معظم دول الخليج العربي، معبرًا عن أمله في افتتاح سفارة في العاصمة السعودية الرياض، مضيفًا أنه خلال العام ونصف العام الماضيين ، قام بزيارات رسمية لكل من الكويت، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين. كما يأمل في المستقبل القريب أن أكون قادرا على زيارة المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان ، موضحًا أنه مع اعتبار الوضع العام في منطقة الشرق الأوسط الكبير والتطورات الجوهرية في منطقتهم، فإن التعاون ما بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وجمهورية قبرص يعد من الضرورة بمكان ، نظرًا لأننا لاشتراكهم في نفس المسعى نحو السلام والاستقرار والأمن في ذلك الجزء من العالم.

وأكد الرئيس القبرصي أنه يزداد تصميمًا في قضية توحيد الجزيرة ، معتبرًا أن كل يوم يمر من دون تسوية للمشكلة القبرصية، التي بدأت مع الاجتياح التركي قبل 40 عامًا ، هو " يوم سيئ يمر على قبرص وشعبها " ، وأنه سيعمل بلا توقف لتوحيد شطري الجزيرة ، معتبرًا أن السعودية بثقلها في المنطقة يمكن أن تسهم بإيجابية في دفع مفاوضات توحيد الجزيرة إلى الأمام .