خبراء مال سويسريون يُحذّرون من أوضاع البورصة العالمية ويؤكدون خطورتها

يعتبر "حيتان المال" السويسريون أن أوضاع البورصات حاليًا خطرة أكثر مما كانت عليه في 2008، وهو العام الذي شهد أزمة مالية واقتصادية آلت إلى انتكاسة كادت تقضي على أكثر من 75 في المائة من أسواق المال حول العالم، ومنها أسواق القارة الأميركية.

وبما أن بورصة "ناسداك" هي الأهم عالميًا، يتابع خبراء سويسرا عن كثب المستجدات التي تطرأ عليها، مع استعداد أسهم الشركات العاملة في كل القطاعات الإنتاجية والصناعية المدرجة في هذه البورصة، للدخول في مرحلة من الاستراحة القسرية ربما، بعدما حققت عائدات ممتازة، وبين الشركات التي يمكن أن تدخل أسهمها في مرحلة من الشلل الجزئي أو الكلي، مجموعة "إف آي آي إم جي إس" أي "فيسبوك" و "أمازون" و "آبل" و "مايكروسوفت" "التي تنوي تسريح آلاف الموظفين" و "غوغل".

وبمعنى آخر، يتوقع السويسريون أن تكون أسهم القطاع التكنولوجي الأميركي، الضحية الأولى لأي انتكاسة مالية جديدة تصيب عالمنا المالي، لا بل يتخطى حيتان المال السويسريون حدود تحليلهم، ملاحــظين أن الأسواق المالية خصوصًا تلك المتمركزة في الدول الصناعية، تعيش حالة من الخطر التي لا شبيه لها منذ عام 2008.

ويُعزى ذلك إلى نسب الفوائد المتدنية لدى المصارف المركزية التي نفخت أسعار أصولها، من دون أن تحقق النمو الاقتصادي الحقيقي المنشود، وفي تداعيات أولية لتحركات هذه المصارف الوهمية، أضحى النظام المالي العالمي ضعيفًا وغير قادر على تحمل ضربات جديدة موجعة ولو لفترة قصيرة، مهما كانت الأسباب.

وفي العموم، تُرصد في الأفق إشارات تشاؤم في أسواق الأسهم الأميركية من جهة، والسندات المطروحة للبيع في الأسواق المشبعة من جهة أخرى، ويؤكد خبراء اقتصاديون جامعيون في مدينة لوغانو "جنوب سويسرا"، أن الأوضاع بين عامي 2008 و2017 مختلفة كليًا، ولا تجب المبالغة كثيرًا بإطلاق العنان لأجراس الإنذار المسبق، إذ باتت أوضاع المصارف أكثر صلابة. فيما قُضي على ظاهرة الائتمان المشبوه نهائيًا، وأُبعد شبح الفقاعات العقارية إلى أقصى الحدود. ومع ذلك، يُجمع "حيتان المال" في سويسرا والخبراء الجامعيون على غير نقطة، إذ بدأ ذوبان المرحلة "المريحة" التي كانت تعيشها المصارف المركزية حول العالم، كما أن لعجز حكومة واشنطن عن القيام بالإصلاحات الضريبية الموعودة، وتفاقم التوترات الأمنية والعسكرية مع كوريا الشمالية وتراجع الأسعار اللافت للمواد الأولية، دورًا مهمًا في "حقن" الأجواء المالية الدولية بالترقب والخوف من المجهول.

 وصحيح أن مصارف العالم زادت رؤوس أموالها، تطبيقًا لاتفاقات "بازل 4"، وصحيح أيضًا أن من شأن الاحتياطات المالية التي خصصتها دول العالم والمصارف المركزية والمؤسسات المالية، أن تفتح مظلتها العملاقة الواقية في أي وقت لحماية النظام المالي العالمي، لكن، هل ستتمكّن احتياطات كهذه مقدرة ببلايين الدولارات، من حماية الأسواق المالية من محاولات زعزعة، لا أحد يعلم بعد مصدرها، المؤكد في كل ذلك أن التشاؤم يسود أوساط خبراء سويسرا الماليين.