فرع ثقافة الإسكندرية

تستضيف الإسكندرية، المؤتمر الإقليمي لتنمية الاستثمار في قطاع منتجات الألبان المصري، غدا الثلاثاء، بحضور المحافظ هاني المسيري، وسفير الاتحاد الأوروبي جيمس موران ، والرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة علاء عمر والمدير التنفيذي لاتحاد هيئات تنمية الاستثمار المتوسطية "ANIMA" ايمانيوال نوتاري.

وصرح رئيس غرفة الإسكندرية واتحاد الغرف المصرية أحمد الوكيل، بأن المؤتمر يأتي ختاما "لأسابيع صناعات الألبان المصرية" والتي هدفت إلى تنظيم عدد من الفعاليات في الاتحاد الأوروبي وجنوب المتوسط من اجل الإسهام في تعزيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة بقطاع صناعات الألبان في مصر من تقديم معونة فنية والربط بمصادر التمويل الميسر والترويج لمنتجات الشركات محليا ودوليا والمعاونة في توفير المناخ المناسب لنمو الشركات العاملة بالقطاع مع الربط مع المستثمرين ومنتجي احدث الوسائل التكنولوجية المستخدمة في صناعات منتجات الألبان على مستوى العالم.

وأضاف الوكيل أنه بالرغم من الحظر الحالي على صادرات منتجات الألبان إلى الاتحاد الأوروبي إلا انه من خلال المشروع فقد تم استئجار مصانع في اليونان وايطاليا وتم إيفاد العاملين في المصانع المصرية للتصنيع هناك من اجل الحفاظ على الأسواق للمنتجات المصرية التقليدية والمشاركة في المعارض الدولية استعدادا لرفع الحظر.

وأوضح أمين عام اتحاد الغرف وعضو مجلس إدارة الغرفة الألمانية الدكتور علاء عز، أن هذا الحدث تنظمه الغرفة التجارية في الإسكندرية والغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة GACIC، والهيئة العامة للاستثمار GAFI والأكاديمية العربية للعلوم و التكنولوجيا والنقل البحري AAST  وذلك ضمن أكثر من مائة فعالية في دول البحر الأبيض في إطار مشروع LACTIMED الممول من الاتحاد الأوروبي من خلال برامج التعاون عبر الحدود ENPI CBC MED، والذي يدعم العديد من قطاعات الصناعة المختلفة بعدد من دول أوروبا و البحر المتوسط.

ويهدف مشروع LACTIMED إلى تعزيز إنتاج و توزيع منتجات قطاع صناعة الألبان عن طريق التنسيق بين سلاسل الإمداد وتقديم الدعم لمنتجي ومصنعي الألبان والترويج لمنتجاتهم في الأسواق والمعارض المحلية والدولية. ويتم تنفيذ المشروع الذي تم تمويله ب 4.35 مليون يورو بتنسيق من اتحاد هيئات الاستثمار المتوسطية ANIMA  وبالتعاون مع شركاء من الإسكندرية (مصر)، والبقاع (لبنان)، وبنزرت (تونس)، وصقلية (ايطاليا)، وتساليا (اليونان) ومارسيليا(فرنسا).

وتعد صناعة الألبان من أكبر الصناعات في مصر، حيث تحتل مكانة هامة في الإمدادات الغذائية و تتسم بعدد هائل من المنتجات و بالتالي عدد كبير و متنوع في خطوط الإنتاج. يمكن لكل مصنع إنتاج ألبان أن يحوى خط إنتاج واحد أو اثنين أو جميع خطوط الإنتاج لكافة منتجات الألبان في أن واحد.

وبمحصلة إنتاج فاقت ال18 مليار جنيه مصري خلال العام المالي 2008-2009، حازت مصر على 16.3 % من قيمة سوق إنتاج الألبان في أفريقيا والشرق الأوسط، وهو السوق الذي تحتل مرتبة الصدارة به المملكة العربية السعودية ب23.9% يليها جنوب أفريقيا ب 16.8%.

وبتجزئة سوق الألبان المصري خلال الفترة ما بين عامي 2006 و 2010، يتضح أن إنتاج الاجبان بمختلف أنواعها يستحوذ على نصيب الأسد ب38.8% من إجمالي قيمة السوق، بينما يأتي إنتاج الألبان الخام في المرتبة الثانية ب28.4% من حجم السوق، وهي الألبان الطازجة التي تستخدم في العديد من الصناعات التقليدية مثل جبن الموتزاريللا والزبادي واللبن الرايب واللبنة والزبد والكريمة والكريمة المثلجة، وكان إنتاج الألبان في مصر قد وصل لأعلى معدلاته ب6000 طن عام 2008 قبل أن ينخفض ل 5600 طن في 2009 طبقا لأحدث تقديرات الجهاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء CAPMAS.

ويحتوى قطاع إنتاج الألبان في مصر على العديد من فرص الاستثمار نظرا لتداخل العديد من الصناعات المكملة معه مما يفتح الباب أمام قطاعات مختلفة مثل مراكز تربية الماشية، و التي يمكن إقامتها على الأراضي الخصبة بمحافظتي الإسكندرية و البحيرة حيث تتوافر أراض بأسعار متوسطة و أيد عاملة تمتاز بالكفاءة بالإضافة إلى توافر الطرق الممهدة لنقل الماشية و إنتاجها المتعدد.

كذلك مجالات إنتاج العلف الحيواني حيث تتيح المنطقة الصناعية بوادي النطرون بالبحيرة العديد من المساحات الممكن استخدامها لإنشاء مصانع إنتاج العلف بمختلف أنواعه، حيث تعد البحيرة اكبر محافظات مصر من حيث الأراضي المستخدمة في الزراعة و تربية الماشية مما يوفر سوق بيع الأعلاف المطلوب. أيضا صناعات خزانات الألبان المقاومة للصدأ، مراكز تجميع و توزيع ما يتم إنتاجه من ألبان، تطوير اللاكتينول بتجمع البحيرة لصناعة الألبان و صناعات الزبادي و الجبن، تعد كلها من الصناعات التي توفر العديد من فرص الاستثمار في نفس القطاع.

وتحتوي محافظتا الإسكندرية والبحيرة بالتحديد على العديد من المقومات والعوامل البشرية والطبيعية والتقنية اللازمة لإنشاء مراكز لإنتاج الألبان و مشتقاتها، فالإسكندرية تعداد سكانها يصل ل4.7 مليون نسمة، 1.7 مليون منهم من الأيدي العاملة كما أن مجموع الراضي الزراعية المستصلحة بها يصل لأكثر من 173.000 فدان، أما البحيرة فمساحة الأراضي الزراعية بها تصل ل1.4 مليون فدان و تمتاز الأراضي بها بالخصوبة العالية.