هيئة الإذاعة البريطانية

اختتم المؤتمر الدولي لحرية الإعلام الذي تنظمه كلٌّ من بريطانيا وكندا، والمنعقد في لندن، أعماله، أمس. وعلى مدار يومين، وبحضور عشرات الوزراء ونحو ألف صحافي وممثلي المجتمع المدني من شتى الدول، بحث المؤتمر سبل حماية الإعلام، وهدف إلى رفع مستوى الحوار والتعاون العالميين حول قضايا تتعلق بحرية الإعلام، بما فيها الأخبار الكاذبة.

من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، أمس، إنه رغم أن حرية الصحافة في تراجع في معظم دول العالم، فإن بعض الدول اختارت عكس ذلك، في إشارة إلى ماليزيا التي حرصت منذ انتخاب حكومتها الجديدة على أن ترفع القيود عن صحافييها.

وأكد ذلك وزير الإعلام الماليزي غوبيند سينغ الذي كان حاضراً في الجلسة، بقوله: «إن الإعلام اليوم أداة أكثر قوة من السيف والقلم معاً». وأضاف: «قدمت حكومة الائتلاف في ماليزيا وعوداً لرفع سقف حرية الإعلام في البلاد، كما استطعنا إلغاء قانون متعلق بالأخبار الكاذبة كان يغرّم الصحافيين ظلماً في السابق».

بدورها، قالت المديرة العامة لمنظمة «اليونيسكو» الأممية أودري أزولاي، إن الإعلام الحر حاجة ملحّة لأي قطاع عام مزدهر. وأضافت: «الصحافة ضرورية للسلام»، مؤكدةً أن حرية الإعلام من أهم أهداف المنظمة. وذكرت أزولاي أن «اليونيسكو» استطاعت مساعدة نحو خمسين دولة في العالم في إعادة هيكلة قوانينها الإعلامية وحقوق الحصول على المعلومات. وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت عن رصد 18 مليون جنيه إسترليني لتحسين حرية الإعلام في أنحاء العالم، وذلك من خلال صندوق عالمي سوف تديره «اليونيسكو» لمساندة وتدريب الصحافيين في أكثر مناطق العالم خطورة.

ورأت وزيرة الخارجية الكندية كريستينا فريلاند، أن الصحافيين «ليسوا أعداء السياسيين»، مشيرةً إلى أهمية «الإعلام الحر كدعامة للديمقراطيات».

من جانبه، قال المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية اللورد توني هول، في الجلسة ذاتها، إن هنالك حاجة ملحة إلى تأكيد جوهر الصحافة الحقيقي، أكثر من أي وقت مضى. وأشار إلى أهمية الموضوعية والاستقلالية في التغطيات الصحافية. وأضاف: «نحن في أمسّ الحاجة إلى الصحافة الميدانية والصحافة المتخصصة في ظل التحديات التي تهدد الإعلام». كما ندد بالمضايقات المتكررة التي يتعرض لها طاقم «بي بي سي فارسي» من قِبل الحكومة الإيرانية.

وتنوعت جلسات أمس، وناقشت مواضيع مختلفة منها صحة الصحافيين الميدانيين النفسية، وسبل محاربة المعلومات المغلوطة والحد من ظاهرة الأخبار الكاذبة، ودعم الصحافيين المتعاونين في الدول النامية والمناطق المنكوبة، وغيرها.

ويجدر بالذكر أنه كان قد أطلق وزيرا خارجية بريطانيا جيريمي هنت، وكندا كريستيا فريلاند، في مارس (آذار) الماضي، حملة عالمية للدفاع عن حرية الإعلام والصحافة، وتتضمن الحملة هذا المؤتمر الدولي الذي ستنعقد دورته الثانية العام المقبل في كندا.