الرباط - سناء بصالح
أكد السفير المصري في الرباط، أحمد إيهاب جمال الدين، الجمعة، أنّ "للإعلام دور مهم في التقريب بين الشعوب"، مشيرًا في كلمة افتتاحية خلال الندوة التي نظمها المركز الثقافي المصري في الرباط، تحت عنوان "دور الاعلام في مواجهة تحديات العصر"، برعاية السفارة المصدرية في الرباط، إلى أنّ "هذا الدور يكتسب أهمية في العلاقات المصرية ـ المغربية، في ضوء ما يجمع البلدين من صلات متجذرة وتاريخية".
وشدد جمال الدين على أنّ "هناك توجيهات من جانب العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؛ لدفع العلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة".
من جانبه، أوضح وزير الاتصال المتحدث باسم الحكومة المغربية سابقًا خالد الناصري، أنّ "قياس مستوى الحرية بمستوى الحرية الإعلامية هو سيف ذو حدين"، موضحًا في هذا السياق أنّ "الإعلام يستخدم بوابةً غير مرغوب فيها، بحجة فتح المجال للممارسة الديمقراطية، فيما أظهرت التجربة التي مر بها المغرب ضرورة إيجاد توازن بين الحرية الاعلامية والمسؤولية الوطنية، بمعنى ضبط الأداء الإعلامي من دون المساس بمسار التطور الديمقراطي".
وأشار الناصري إلى أنّه "ليس هناك من يعترض على زيادة عدد القنوات التلفزيونية في المغرب"، وعبر عن "توقعاته أن تشهد الأعوم القليلة المقبلة؛ إتاحة المجال أمام البث التلفزيوني الخاص".
من جهة أخرى، أيّد "فكرة إنشاء مرصد إعلامي مصري ـ مغربي، وأردف في هذا الشأن أنّ "هناك حاجة لتمتين وتقوية المعرفة بين الشعبين المصري والمغربي؛ لتجنب السقوط في فخ النمطية"، كما لفت إلى أنّ "هناك اختلالًا في حجم المعرفة بين البلدين؛ نتيجة تراكمات سابقة، حيث أتاح الحضور الإعلامي والثقافي المصري للمغاربة معرفة مصر، وهو ما لم يتوافر للمصريين عن المغرب".
من جهتها ركزت، وزيرة الإعلام المصرية السابقة الدكتورة درية شرف الدين، "على عمق العلاقات المصرية ـ المغربية، ودور الإعلام في تطويرها؛ بما يتناسب مع ما يربط البلدين من تاريخ مشترك ومصالح متبادلة".
وبيّنت شرف الدين، خلال كلمتها أنّ "الحرية الإعلامية مسؤولية وليست "حرية الإسفاف"، كما أبرزت "أهمية وجود إعلام دولة قوي يحمي المجتمع ويدافع عن مصالح الوطن، على اعتبار أنّ الدولة التي تتخلى عن إعلامها العام تخطئ في حق الوطن والمواطن؛ لكن من المهم وجود إعلام خاص قوي يخضع لمعايير مهنية".
وزادت أنّ "تطور تكنولوجيا الاتصال يطرح تساؤلا حول حدود التأثير المتبادل بين وسائل الاعلام والمجتمع وأيهما يدفع الآخر للتغيير، والإجابة هي أن الإعلام يؤثر في المجتمع بقدر ما يؤثر المجتمع في تطور الإعلام"، موجهة إلى أنّ "ما بات يعرف بالإعلام الجديد جعل من كل مواطن إعلاميًا، وهذا جيد؛ لأنه يوسع مدارك الفرد ويعزز مساهمته في خدمة المجتمع؛ ولكنه في المقابل يسبب البلبلة بسبب نشر أخبار مغلوطة".
واستطردت "الإعلام نفذ دورًا مهمًا خلال أحداث ثورتي "25 كانون الثاني/يناير و30 حزيران/يونيو"، وتصدى بإيجابية للتطرف الديني ومحاولات تغيير الهوية المصرية خلال حكم جماعة "الاخوان"، كما كان له دور مهم في مكافحة التطرف من خلال نشر الحقائق، وتصدى أيضًا للنعرات الطائفية التي حاول البعض الترويج لها، وفي مواجهة الإعلام المأجور الذي دأب على نشر الأكاذيب حول مصر"، منوهةً إلى أنّ "المواطن المصري والعربي أصبح لديه القدرة على التمييز بين الإعلام النزيه والإعلام الموتور الذي ينفذ أهدافًا تهدد وحدة مصالح البلاد".