الفنانة بسمة

بعد مرور 5 سنوات على عرض مسلسلها «الداعية» فى رمضان 2013، تعود الفنانة بسمة للمشاركة فى الموسم الدرامى الحالى من خلال مسلسل «اختفاء» إلى جانب الفنانة نيللى كريم، وتظهر فيه بشخصية «سلافة» الزوجة الثانية للكاتب شريف عفيفى الذى تدور حوله الأحداث ويجسده الفنان هشام سليم.

«أكدت الفنانة بسمة في حديث إلى صحيفة "الشروق"أن بعد ظهورها فى الحلقة التاسعة من «اختفاء»، لتكشف أسباب موافقتها على المشاركة فى مسلسل ليست بطلته الأولى، وكيف ترى معدل عودتها للتمثيل فى مصر بعد فترة الانقطاع الطويلة، كما تتحدث عن فيلمها الجديد «بعلم الوصول» الذى ينتمى لنوعية السينما المستقلة وتسعى للمشاركة به فى المهرجانات العالمية، ولماذا تعتبر فيلم «شيخ جاكسون» مثل «جردل مياه ساقعة» تم صبه فوق رأسها.

وأوضحت بسمة أن «اختفاء» كان أول مسلسل يعرض علىّ من حيث الترتيب الزمنى فى دراما رمضان، وجاء هذا العرض من «العدل جروب» وهى أكثر شركة عملت معها فى الدراما التليفزيونية، فعلاقتى بالمنتج جمال العدل ممتدة منذ 10 سنوات تقريبا، وأثق فى طريقة عمله، فهو يجيد اختيار الأعمال التى ينتجها، ويجيد أيضا تسويقها، ويوفر الأجواء المناسبة لتقديم عمل ناجح.

وأكدت عندما عرضت علىّ شخصية «سلافة» التى أقدمها فى المسلسل، كانت فى ملخص أقل من صفحة واحدة، وبالتالى أنا وافقت عليه ثقة فى أطراف كثيرة، منهم شركة العدل جروب، ومخرج المسلسل أحمد مدحت، وأن نيللى كريم بما حققته السنوات الأخيرة فى مجال التليفزيون لن تتنازل عن اختيار سيناريو جيد وناجح.

وأعلنت أنه رغم أن السيناريو لم يكن مكتوبا لحظة موافقتى وكنت مشغولة جدا بمستقبل الشخصية، الا أننى وافقت على المسلسل، لأننى كان يهمنى عند العودة إلى دراما رمضان بعد انقطاع 5 سنوات أن يتحقق ذلك من خلال منظومة محترفة، ليرانى الجمهور فى أفضل شكل ممكن.

وأضافت بعد موافقتى على «اختفاء» مباشرة، تلقيت عروضا للمشاركة فى مسلسلين آخرين أعجبت بهما جدا، ولكنى اعتذرت لتخوفى من عدم القدرة على تنسيق المواعيد، خاصة أننى لم أكن أعرف حجم دورى فى «اختفاء»، كما أننى كنت أعمل فى نفس الوقت بفيلم «بعلم الوصول» الذى انتهيت من تصويره أخيرا.

وأعلنت أن أحد المسلسلين يعرض فى رمضان ويحقق نجاحا، والثانى تم تأجيل تصويره لما بعد رمضان.

ــوأوضحت أن  فكرة التراجع خطوة للخلف، صعبة على أى انسان، لكنها فى بعض الأحيان تعتبر من الذكاء، فأنا على قناعة أننى فى هذه المرحلة لا أستطيع الاعتماد على نفسى فقط، ووجهة نظرى، أن العودة بعد فترة انقطاع، وسط فريق تثق فى قدراته، أفضل من المغامرة بالاعتماد على النفس، فالحقيقة، أننى لا أثق فى رد فعل الجمهور أو حتى من قدراتى، خاصة أن العمل فى رمضان له خصوصية.

وكشفت أن هذه ليست أول مرة فى حياتى أصل لمكان متقدم ثم أرجع خطوة أو اثنتين للخلف، بسبب «كعبلة» حصلت فى الطريق، والحمد لله أننى متصالحة مع نفسى جدا، وأتعامل مع هذه المواقف كأننى أبدأ من جديد.

ــ وأضافت بشكل عام أنا اخاف قبل بداية كل شغل جديد، حتى فى الوقت الذى حققت خطوات جيدة، فأنا أعمل ألف حساب للمشاهد فى كل خطوة بحياتى، لأننا نقدم الفن للجمهور وليس لأنفسنا.

وأكدت ، أن بداية عودتى للعمل فى مصر بعد فترة الانقطاع، كانت بظهور خاص فى «الشيخ جاكسون»، واعتبرته حينها «جردل مياه ساقعة نزل فوق رأسى»، وإشارة لأن أعود للعمل فى مصر بعد فترة انقطاع وصلت 5 سنوات تقريبا، وبعد هذا الفيلم عملت فى مسلسل «قستمى ونصيبك» حكاية لمدة 5 حلقات بعنوان «أحمد يا عمر»، وهذا المسلسل يعد جزءا ثانيا للمسلسل الذى قدمه الفنان هانى سلامة بنفس الاسم، ولكن الفرق أننا نقدم الحكايات من وجهة نظر المرأة، عكس هانى سلامة كان يقدم الحكايات من وجهة نظر الرجل، وتدور الأحداث حول زوجين تحدث بينهما مشاكل تصل إلى الطلاق، فيتركها ويتعرف على امرأة أخرى، فتتخذ هذه المرأة قرارا بأن تسترد زوجها، ورغم أنها قصة تبدو تقليدية لكن تفاصيلها ظريفة جدا.

وأضافت الحمد لله، أن لى فى مسلسل «اختفاء» عددا من المشاهد الجيدة تمثيليا، كذلك فيلم «بعلم الوصول» رغم أنه ينتمى للسينما المستقلة وليس تجاريا، لكنه من نوعية الأفلام الخاصة التى تقدم حالة وليس مجرد حدوتة تقليدية لها بداية ووسط ونهاية.

- بالفعل البعض قبل عرض المسلسل كان يشبه «سلافة» بالشخصية التى قدمتها زينة العام الماضى أمام نيللى كريم فى مسلسل «لأعلى سعر» باعتبارى زوجة ثانية مثلما كانت، ولكن الحقيقة أنه لا تشابه بين الشخصيتين على الاطلاق، فالتناول مختلف لفكرة الزوجة الثانية، فـ«سلافة» التى أجسدها لم تكن امرأة خطفت زوج امرأة أخرى، ولكن الواقع والذى تكشفه الحلقات أن الزوجة الأولى «فريدة» التى تجسدها نيللى كريم تترك زوجها الكاتب شريف عفيفى الذى يجسده الفنان هشام سليم وهو فى غيبوبة كاملة، وتأتى الثانية لتقف إلى جانبه وتساعده فى محنته، وعندما يتعافى يتزوجها، حتى أن الصراع بينهما كان مختلفا ولأسباب مختلفة.

ــ الفيلم من تأليف وإخراج هشام صقر، فى أولى تجاربه الإخراجية، وتم تصويره بطريقة مستقلة، بمعنى أن الفيلم ملك صناعه، تم تنفيذه بشراكة لمن يعمل فى التجربة بنسب مختلفة.

وحتى نكون واقعيين هناك قطاع كبير من الجمهور يرى أن أفلام المهرجانات لا تصلح للمشاهدة، وبالتالى يكون هناك قطاع صغير جدا هو المهتم بمتابعتها، ولكننى أتمنى أن يحقق هذا الفيلم نجاحا جماهيريا عندما يعرض تجاريا.

ــ وأضافت هذا الفيلم أقرب لأن يكون فيلما نسائيا، والطريف أن جزءا كبيرا من فريق العمل، من النساء، وبشكل عام انا شخصيا استغربت أن رجلا هو الذى كتب السيناريو، لأن الفيلم متعمق فى أحاسيس المرأة بشكل كبير جدا، فأحداثه تدور حول حالة نفسية لامرأة، تصاب بالاكتئاب لمرورها بأزمة نفسية فى صغرها، ثم تزيد هذه الحالة بعد انجابها طفلا، ولكن ظروفها تجبرها على التخلص من حالة الاختباء خلف زوجها، للتعامل مع الحياة، وأن تعيش إنسانة طبيعية.

وأوضحت الحقيقة أننى بذلت مجهودا كبيرا فى هذا الفيلم، وأتمنى ربنا يوفقنا، وأن يمثل الفيلم مصر فى مهرجانات محترمة، فقد تقدمنا للحصول على منح ما بعد الإنتاج من مهرجانات عالمية مشرفة جدا، ولدينا أمل كبير فى ذلك، خاصة بعد مشاركة فيلم «يوم الدين» فى المسابقة الرسمية للدورة الأخيرة لمهرجان كان، وكان مشرفا للسينما المصرية، وهناك أفلام أخرى مثلت السينما العربية.

ــوأضافت  بالفعل، أشعر أن هناك حالة ترحيب بعودتى للتمثيل فى مصر، فأنا أنظر لنصف الكوب المليان وسعيدة جدا بما تم تنفيذه، ومتفائلة أن غدا سيكون أفضل من اليوم والأمس، فالعودة للعمل فى مصر كانت أسهل مما كنت أتخيل، فالظهور فى 4 أعمال فنية خلال عام معدل جيد ويرضينى جدا، وأعاد لى ثقتى فى نفسى بعد أن كنت مهزوزة وخائفة، فعدم الشغل يصيب الإنسان بحالة من التبلد، والتمثيل بالنسبة لى مهنة وهوية وليس هواية، ولدى شغف وحب كبير لهذه المهنة.

وأكدت أن في فترة ما بعد 2011 أعطيت أولوية لعائلتى، وحاليا عائلتى تتفهم أننى احتاج أن أعطى أولوية لشغلى دون أن أهملها، وكل من حولى (زوجى ووالدى ووالدتى وابنتى) يفهمون أهمية شغلى بالنسبة لى ولهم، فالفترات التى كنت بعيدة عن التمثيل لم أكن سعيدة وهذا ينعكس على علاقتى بهم، ورغم أن عودتى لمصر كانت صعبة إنسانيا، لكنها خطوة صحيحة.

وأضافت فى كل الأحوال أتمنى أن أشارك فى تجارب أكثر، لأنى «جعانة تمثيل»، فرغم أننى ابعتدت فترة باختيارى، لأعطى وقتا لبيتى وأسرتى وابنتى، ولكننى فى هذه الفترة افتقدت شغلى جدا، وهذا جعلنى أريد أن أعوض السنين التى لم أعمل فيها، وأعتقد أننى كبرت قليلا وفهمت أكثر ونضجت فنيا، وهذا سينعكس على اختياراتى المرحلة المقبلة.