القاهرة-مصر اليوم
انتصرت الدولة لحرية الإبداع، ردا على محاولات البعض تقييد حرية الفن، بعد القرار الذي اتخذته وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، بالموافقة على عرض فيلم "كارما" في موعده في دور العرض السينمائي، وتأكيدها على احترام الدولة لحرية الإبداع في شتى مجالات الفنون والتزامها بأحكام الدستور الذي أكدت نصوصه على ترسيخ حرية الإبداع.
وأوضحت "عبد الدايم" أنه "لا إبداع بدون حرية والسينما المصرية ستظل ذاكرة الأمة التي ترصد الظواهر السلبية والإيجابية في المجتمع وتقدم حلول تخدم الوطن".
كان قرار منع الفيلم قد أثار ردود فعل وجدلا واسعا واحتجاجا من بعض المثقفين والسينمائيين والشخصيات العامة. وقدمت لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة الليلة الماضية استقالتها الجماعية إلى الدكتورة إيناس عبد الدايم، اعتراضا على سحب ترخيص فيلم كارما للمخرج خالد يوسف، قبل طرحه في دور العرض السينمائي.
وأعربت اللجنة عن اعتقادها بأن سحب الترخيص يعد انهيارا غير مسبوق في مناخ حرية الرأي والإبداع على جميع المستويات، وتجاهلا واضحا للمثقفين والفنانين المصريين من جميع المجالات.
وبعد مفاوضات مكثفة، تراجعت الرقابة على المصنفات الفنية عن قرار منع الفيلم وسمحت بعرضه كاملًا في موعده الخميس المقبل.
وكتب المنتج أحمد عفيفي على صفحته على موقع "فيس بوك": "انتهت أزمة فيلم كارما وحصلنا على التصريح النهائي بالعرض، وإلغاء القرار السابق بسحب التصريح من دون حذف أي مشاهد، الفيلم كما هو".
وقدم عفيفي الشكر للجمهور والبرلمان المصري بالكامل ووزيرة الثقافة ولجنة السينما في المجلس الأعلى للثقافة والإعلام المصري والعربي والعالمي ومؤسسات الدولة السيادية.
«كارما» هو الفيلم الأول للمخرج خالد يوسف منذ أن توقف عن العمل في السينما وتفرغ للعمل السياسي، بعد ثورة عام 2011.
وجاء قرار سحب تراخيص فيلم "كارما" قبل يوم واحد من الاحتفال بالعرض الخاص له، وطرحه رسميا في دور العرض السينمائية يوم الخميس المقبل، للمنافسة في موسم عيد الفطر.
فيلم "كارما" بطولة عمرو سعد وغادة عبد الرازق وخالد الصاوي وزينة ودلال عبد العزيز وماجد المصري والوجه الجديد سارة التونسي، ومجدي كامل، وإيهاب فهمي، ومصطفي درويش، وحسن حرب، والطفلة بيرلا، ومقدمي البرامج يوسف الحسيني وخالد تليمة، ومن إنتاج أحمد عفيفي (مصر العربية للإنتاج السينمائي)، ومن تأليف وإخراج خالد يوسف.
ويبرز خالد يوسف في الفيلم الفروق بين الطبقات الغنية والفقيرة والتنوع فيها بشكل كبير، كما يبرز العلاقة بين المسيحيين والمسلمين ضمن الأحداث بشكل لافت جدا ومتنوع.
ويظهر الفنان عمرو سعد بشخصيتين ضمن أحداث الفيلم، الأول شاب يعيش مع والدته دلال عبد العزيز، في حارة شعبية وهى منطقة بولاق، ومتزوج من زينة، التي تحمل اسم "مدينة" وديانتها مسيحية خلال الأحداث وتعيش في حارة شعبية، ويهاجم بسبب هذا الزواج، بينما الشخص الآخر الذي يجسده هو ملياردير يعيش في مصر الجديدة والتجمع الخامس ورجل أعمال معروف ومشهور، يقع في غرام مديرة أعماله التي تجسدها النجمة غادة عبد الرازق وتدعى "نهلة" ضمن الأحداث ومن طبقة أرستقراطية.
أما النجم خالد الصاوي فيجسد طبيبا نفسيا صوفيا ضمن الأحداث، وفكرة الطبيب النفسي التي بها خط صوفي لم تقدم من قبل في السينما، ويجسد الفنان حسن الرداد شخصية وكيل نيابة في أحداث "كارما"، ويقوم بالقبض على عمرو سعد، ويحقق معه في قضية يكشف عنها في أحداث الفيلم.
"كارما" يمثل التعاون السينمائي الثالث بين المخرج خالد يوسف، والنجم عمرو سعد، بعد نجاح فيلمي "دكان شحاتة" إنتاج عام 2009، وقبله "حين ميسرة" عام 2007، وحقق العملان نجاحا كبيرا على المستويين النقدي والجماهيري، وقبلهما قدما معا فيلم "خيانة مشروعة".
ويرى النقاد أن هناك شعرة رفيعة بين "الإبداع" و"الفوضى"، التي قد تهدد أمن واستقرار المجتمع ولذا كانت هناك جهات رقابية للحفاظ على الحرية المسئولة، بعيدة عن الفوضى والدفاع عن قيم المجتمع، ولذا فإن كثيرا من الأعمال الأدبية والفنية قد لا تجد طريقها إلى النشر أو العرض بعد مرورها على الجهات الرقابية، وبعض هذه الأعمال يحتاج إلى إعادة تصويب وتصحيح أو حذف لمشاهد أو أجزاء خارجة.