مرض الإيبولا

توصل العلماء إلى ابتكار جهاز جديد آمن، يكشف مرض "الإيبولا" في غضون دقائق، ما يساعد الأطباء على وقف انتشار هذا المرض القاتل.

وتنطوي آلية عمل الجهاز على وخز الجلد لسحب عينة من الدم لفحصها، ويمكن أن يستخدمه المرضى في سريرهم دون الحاجة إلى الذهاب إلى المعامل ، فضلاً عن أنه دقيق مثل الفحوصات المخبرية التقليدية التي يمكن أن تستغرق عدة أيام.

ويعمل الجهاز عن طريق أخذ قطرة دم من وخز الإصبع بمبضع آمن، مزود بنابض يمنع العاملين في مجال الرعاية الصحية من وخز أنفسهم بالإبرة بالخطأ بعد أخذ العينة، ويمكن تطبيق الاختبار بطريقة تشبه اختبار الحمل المنزلي، حيث يتم فحص عينة دم على شريط المعالجة، وإذا جاءت العينة إيجابية بالإصابة بفيروس "الإيبولا"، يظهر خط ملون على الشريط في مكان معين.

ويلغي هذا الاختبار الحاجة إلى بناء مختبرات آمنة من الناحية البيولوجية، وأخذ عينات دم كبيرة بالإبر ونقلها لمسافات طويلة والتي قد تعرض العاملين في مجال الصحة لخطر العدوى، ويمكن للأطباء عزل المرضى المصابين بسرعة أكبر، ما يقلل من مخاطر انتشار العدوى، وبدء العلاج مبكرًا، حتى تزداد فرص البقاء على قيد الحياة.

واختبر مركزان للعلاج تابعان لوزارة الصحة والمرافق الصحية في سيراليون، الجهاز الجديد الذي طرحته  شركة"Corgenix"، الأميركية، وجربت الجهاز على 106 مريض يشتبه في إصابتهم بفيروس "إيبولا"، وخضعوا لاختبار الوخز بالإبر إلى جانب تحليل عينات دمهم بالطريقة العادية في المختبرات.

وتمكن الجهاز من كشف الحالات المصابة بـ"الإيبولا"، والتي أكدها التحليلات المخبرية، مع وجود حالات قليلة كشف المختبر عن إصابتها، وكشف الاختبار السريري إيجابية العينة بالخطأ، بينما فشل الاختباران في الكشف عن عدد قليل من حالات "الايبولا"، التي تم تحديدها من قبل اختبارات معملية بديلة فائقة الحساسية، التي لا تتوفر على نطاق واسع.

وأكد الطبيب الذي قاد تجربة الاختبار، من مستشفى الأطفال في بوسطن في الولايات المتحدة، الدكتور نير بولوك أن "تبسيط العملية وتسريع التشخيص يمكن أن يكون له تأثير كبير"، فيما أكد مختبر الصحة العامة في انجلترا في بورت لوكو في سيراليون، الذي يتسلم العينات السريرية بشكل روتيني لاختبار التشخيص الجزيئي القياسي، نتائج تشخيص الجهاز الجديد.

ويؤدي وباء "إيبولا" إلى ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن "الملاريا"، وكشفت دراسة جديدة أن "الملاريا" تقتل أعداد كبيرة من الأشخاص والأطفال أكثر من المعتاد في غينيا، بسبب تفشي "الايبولا" في العام الماضي، وذلك لأن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يحملون أعراض "الملاريا"، تتجنب علاجهم العيادات الصحية.

وتشبه الأعراض المبكرة لمرض "الملاريا"، مثل الحمى وآلام في الجسم،أعراض فيروس "الإيبولا"، وذكر مسؤولون طبيون أن العديد من المصابين بـ"الملاريا" يخشون التقاط فيروس "إيبولا" في أحد المراكز الطبية، أو يتم إرسالهم عن طريق الخطأ إلى عيادات "الايبولا".

وتستند استنتاجات الخبراء على بيانات مثل عدد الأشخاص الذين يعانون من أعراض "الملاريا"، وتم الكشف عليهم في العيادات الصحية في أربع مناطق تعتبر الأكثر تضررا من فيروس "إيبولا"، فضلاً عن عدد أدوية "الملاريا" التي تم تقديمها.

وخلص العلماء عند مقارنة هذه النتائج  بالمناطق التي يختفي فيها مرض "الإيبولا"، إلى وجود 74 ألف حالة "ملاريا" محتملة لم يتم علاجها.