واشنطن ـ مصر اليوم
لا يزال إطلاق البعوض المعدل جينيا في الطبيعة لمكافحة انتشار الملاريا وفيروس زيكا وغيرهما من الأمراض التي تنقلها هذه الحشرات، سابقا لأوانه، بحسب تقرير نشر في مجلة الأكاديمية الأميركية للعلوم (ناسم) أقر بالفرص التي تتيحها هذه التقنية واعدة.
وجاء في هذا التقرير الذي نشر الأربعاء أن "العلوم الناشئة حول تقنية التعديل الجيني القاضي بنشر جينات (والمعروفة بالتحريك الجيني) في وسعها حل مشاكل بيئية وأخرى على صلة بالصحة العامة".
غير أن الكائنات التي تعدل جينيا بواسطة هذه التقنية "غير جاهزة بعد لتطلق في الطبيعة وتتطلب حالتها مزيدا من الأبحاث المخبرية والتجارب الطبيعية الخاضعة لرقابة كبيرة".
وتقضي هذه التقنية بإدماج جينات في أسراب بعوض برية، من خلال جعلها مثلا، أكثر مقاومة للإصابة بطفيليات البلازموديوم الناقلة للملاريا أو بفيروس زيكا أو الضنك.
ويعمل علماء من أنحاء العالم أجمع على الأداة الجديدة للتعديل الجيني المعروفة بـ "كريسبر" المستوحاة من آلية طبيعية تستخدمها البكتيريا لمقاومة الفيروسات.
ويمكن بواسطة هذه الأداة إدخال تعديلات جينية محددة بكلفة منخفضة.
ويمكن نشر هذه التعديلات عن قصد في سرب بعوض وبسرعة بواسطة التقنية المعرفة بالتحريك الجيني (جين درايف) التي تسمح بنقل هذه الخاصيات الجينية من جيل إلى آخر، كما لو كانت موروثة.
وبالإضافة إلى تشكيل أسراب جديدة من البعوض المعدل جينيا الذي لا يؤثر عليه فيروس زيكا أو طفيليات الملاريا، يمكن استخدام هذه التقنية للتأثير بشكل مستدام على كائنات تضر بالمحاصيل أو تنقل الأمراض.
لكن يبدو أن للتحريك الجيني تداعيات مضرة لم تكن في الحسبان، مثل التأثير على أنواع أخرى وتكوين كائنات مضرة مقاومة جدا، بحسب ما حذر التقرير.
ولفت جيمس كولنز أستاذ التاريخ الطبيعي في جامعة ولاية أريزونا الذي ترأس فريق الخبراء الذي أعد هذا التقرير إلى أنه "لا بد من إجراء مزيد من الأبحاث للتعمق في التداعيات العلمية والأخلاقية والاجتماعية لعملية إطلاق هذه الكائنات المعدلة جينيا في الطبيعة".
وهو شدد على ضرورة التعاون بين الحقول العلمية المختلفة، فضلا عن اعتماد مزيد من التشريعات الخاصة بهذه التقنية الجديدة.