ممارسة التمارين الرياضية

قيَّمت مجموعة مِن الدراسات الحديثة تأثير توقف النشاط وممارسة التمارين الرياضية لدى المصابين بالاكتئاب، وأشارت النتائج إلى إصابتهم بأعراض مثل انخفاض الحالة المزاجية المستمرة، وظهرت على الفور خلال أيام معدودة تصل إلى ثلاثة أيام.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية قال المشرف الرئيسي على الدراسة البروفيسور بيرنهارد باون، من جامعة أديلايد في أستراليا: "مِن المهم أن يفهم الناس التأثير المحتمل على صحتهم النفسية عندما يتوقفون فجأة عن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام".

وأضافت الدكتورة جولي مورغان، التي شاركت في الدراسة أيضًا: "يوصى بممارسة 150 دقيقة على الأقل من التمارين المنتظمة أسبوعا للحفاظ على الصحة ومنع الإصابة بالاكتئاب أو 75 دقيقة من التمارين الشديدة الفعالية للحصول على فوائد صحية إضافية".
وتشير الأبحاث السابقة إلى أن النشاط الرياضي يزيد من إفراز الإندورفين الجيد، وهو ما يحسّن المزاج ويعزّز الشعور بالهدوء والاسترخاء، وتُؤكّد الإحصائيات أن نحو ثلاثة في المائة من البالغين في المملكة المتحدة يعانون من الاكتئاب كل عام.

وفي حديثه عن النتائج، قال البروفيسور باون: "في بعض الحالات يتسبب توقف ممارسة التمارين في ظهور أعراض الاكتئاب بعد ثلاثة أيام فقط".
وأضاف: "أظهرت دراسات أخرى أن أعراض الاكتئاب زادت بعد الأسبوع الأول أو بعد أسبوعين من التوقف عن ممارسة التمارين، وهو وقت قصير جدا"، وأشار إلى أنه مع ذلك كان عدد المرضى الذين شملتهم الدراسات صغيرا إلى حد ما، وبالتالي ينبغي تكرار التجربة، خصوصا أن هناك القليل من الأبحاث التي تهتم بتأثير التمرينات الرياضية على الاكتئاب.

وتشير النتائج التي نشرت في مجلة "Affective Disorders" العلمية، أيضا إلى أن الإناث اللاتي يعانين من الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة به مرة أخرى بعد التوقف عن ممارسة الرياضة أكثر من الذكور، كما تظهر الأعراض بسرعة حتى إذا لم تظهر علامات أخرى على حالة الصحة العقلية مثل الالتهابات.
وأشارت الديلي ميل إلى إن الباحثين قاموا بتحليل الدراسات التي تبحث في العلاقة بين توقف التمارين وأعراض الاكتئاب وتم تقييم حالات 152 من البالغين الأصحاء الآخرين.
يأتي هذا بعد أن أظهرت الأبحاث أن الاكتئاب يزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى ثلاثة أضعاف، في حين أن مخاطر النساء تتزايد بنسبة تصل إلى 51 في المائة.
وتشير أبحاث سابقة إلى أن الاكتئاب يتسبب في إفراز هرمونات التوتر التي تثبط جهاز المناعة، مما يزيد من تعرض الأشخاص لخطر الإصابة بالسرطان.​