لندن ـ كارين إليان
خلص فريق خبراء دوليين أن الفيروسات الأكثر شيوعًا هي الأسباب الرئيسية لمرض الزهايمر، مما يزيد من المخاوف التي تعتقد بان هذا المرض ربما يكون معدي، ويمكن أن ينتقل عبر الدم مما يثير المزيد من المخاوف، مشيرًا إلى أن المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفيروسات والموجودة بكثرة في الصيدليات يمكن أن تستخدم لعلاج الأمراض المرتبطة بفقدان الذاكرة.
وأظهر فريق البحث الدولي الذي يضمن خبراء من جامعة كامبريدج وأدنبرة ومانشستر وجامعات دليلا على أن الخلل وراء مرض الزهايمر غير قابل للجدل ولا يجب تجاهله بعد اليوم، موضحين أن العديد من الميكروبات التي تسبب مرض الزهايمر أهملت لفترة طويلة، وهناك أكثر من 100 دراسة تربط بين فيروس هربس البسيط من النوع الأول (HSV-1 ) والزهايمر.
وتوقعت دراسات أخرى أن البكتيريا التي تسبب الالتهاب الرئوي يمكن أن ترتبط بالزهايمر، ويشير الخبراء أن هذه الميكروبات بعد أن تشق طريقها في الدماغ تنام حتى الإصابة بمرض أو الوصول إلى الشيخوخة، ويمكنها بعد ذلك قتل الخلايا الحيوية في المخ، مما يثير أعراض مرض الزهايمر، و تنص النظرية أيضًا أن بيتا أميلويد السامة يمكن أن تسبب المرض، وهو بروتين يفرزه الدماغ لمحاربة البكتيريا أو الفيروسات، في الخريف الماضي أثارت بحوث أمريكية مخاوف من أن المرض يمكن أن ينتشر عبر نقل الدم أو الأسنان
.
وتشير الحكمة التقليدية أن مرض الزهايمر يعود إلى سببين إما الجينات المعيبة أو سوء حظ الشخص في الشيخوخة، إلا أن الدراسة البريطانية أثبتت أن العدوى الفيروسية تؤدي إلى زيادة كبيرة في مستويات بروتين أميلويد بيتا.
وبين بحث أخر أن الفيروسات وغيرها من البكتيريا الموجودة في أدمغة معظم كبار السن ممن أصيبوا بالتهابات فيروسية تكون في المناطق الرئيسية للذاكرة والمزاج، وأوضح عالم الأحياء في جامعة مانشستر وأحد مؤلفي البحث الأخير دوغلاس كيل أن البكتيريا النائمة في الدم يمكن أن تنتقل من إنسان إلى آخر عبر نقل الدم.
وجاء في تقرير البحث " نظرا لفشل 413 دراسة مختلفة لعلاج الزهايمر بين عامي 2002 و 2012 يمكن أن يكون العلاج المضاد للفيروسات والبكتيريا أثر كبير." وحذر القائمون على الدراسة أنه لا يوجد دليل أكيد بعد أن الفيروسات المعروفة يمكن أن تكون من مسببات المرض.
وشرح رئيس قسم الأبحاث في جمعية الزهايمر الدكتور جيمس بيكيت عثر على العديد من الميكروبات المختلفة والفيروسات والبكتيريا والفطريات في أدمغة كبار السن، ولكن لا يوجد دليل بعد على أن هذه الميكروبات والفيروسات هي المسئولة عن التسبب في مرض الزهايمر في الغالبية العظمي من حالات الإصابة به، لذلك نود أن نطمئن الناس بأنه لا دليل مقنع على أن مرض الزهايمر ينتقل من شخص لآخر مثل الفيروسات.