لندن ـ ماريا طبراني
ردَّت مقدمة البرامج المخضرمة البريطانية جوان باكويل، على الحملة التي واجهتها حول تصريحاتها عن النرجسية وحب الذات في المجتمع الغربي وعلاقته باضرابات تناول الطعام، فقالت انها حزينة لفقدان الشباب للشهية لما لها من آثار سلبية، مؤكدة "أن هناك حاجة إلى معرفة السبب وراء إصابة هؤلاء الشباب بفقدان الشهية، حيث يركز المجتمع كثيراً على الشكل الخارجي. فهي تؤمن بأن هؤلاء الذين يعانون من فقدان الشهية بحاجة إلي التعاطف والمساعدة في ذلك المجتمع المنشغل بالمظاهر".
وكانت باكويل اعتبرت، أن تزايد المعدلات في إضطرابات تناول الطعام في ما بين المراهقين، تعدُّ دلالة علي النرجسية وحب الذات. وأشارت في مقابلة مع صنداي تايمز The Sunday Times بأن إضطرابات تناول الطعام لا تحدث في البلدان التي دمرها الفقر أو في مخيمات اللاجئين السوريين، وبالتالي فهي علامة علي الإفراط والنرجسية في مجتمعات الغرب.
وعبرت بيكويل البالغة من العمر 82 عاماً عن "قلقها من فقدان الشهية لدى الشباب، والتي من المفترض بأنها تنشأ بسبب الإنشغال بضرورة الحفاظ علي الجمال والصحة والجسد الممشوق".
وذكرت مقدمة البرامج خلال لقائها مع سيان غريفيث من صحيفة "صنداي تايمز" بأنه لا يوجد فقدان للشهية في مجتمعات لا يوجد بها طعام كافي، مضيفةً بأنه لا يوجد فقدان للشهية داخل المخيمات في سورية، ما يجعل النرجسية سبباً محتملاً في المعاناة من فقدان الشهية. وأشارت بأن كون الأشخاص غير سعداء بسبب الوزن الغير مثالي، يعد دلالة علي الإفراط في التأمل والنرجسية وسط المجتمع الغربي.
إلا أن تصريحاتها هذه أثارت غضبا عارماً على مواقع التواصل الإجتماعي، مع وصف العديد لتصريحاتها بأنها تنمُّ عن جهل وعدم دراية. حيث كتب أحد المستخدمين على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، بأن مثل هذه التصريحات تثير الإشمئزاز، مشيراً إلى أن فقدان الشهية يعد أمراً نفسياً ولا يتم إختياره".
وكتب مستخدم آخر على موقع "تويتر" أن "إستخدام بيانات شاملة مثل النرجسية في هذه التصريحات لا يعبر فقط عن جهل، وإنما عن عدم مسؤول أيضاً". بينما تسائل مستخدم آخر عن "كيفية معادلة المرض النفسي بالنرجسية، فهي تصريحات غير منطقية نوعاً ما وطائشة، بحيث يبدو بأنها غير مستندة الى أي بحث أو مؤسسة".
كما أوضحت أن تعليقاتها يمكن أن تساعد في لفت الانتباه إلى 'الأزمة في الصحة النفسية "، معربة عن أسفها "لعدم وجود كتاب عن فقدان الشهية ربما ينبغي بأن يكون موجوداً". وأشارت البارونة بيكويل أيضاً الى أنها وعلى الرغم من سعادتها لرؤية وصمة العار حول مناقشة الصحة النفسية تتلاشى، إلا أن الإرشاد والعلاج النفسي - بما في ذلك العلاج للأطفال - يمكن أن يخرج عن السيطرة . فيما قال رئيس بيركبيك Birkbeck في جامعة لندن إن "سؤال الأشخاص عن مدى سعادتهم، أعطاهم فرصة لإختبار مخاوف لم تكن تخطر في أذهانهم من قبل".
وتعهد ديفيد كاميرون في وقت سابق من هذا العام بتلقي المراهقين ممن يعانون مع اضطرابات الأكل العلاج بسرعة أكبر. حيث سيتم وضع تدابير جديدة لمراقبة نسبة تزايد او انخفاض عدد المرضى. ومن المتوقع تطبيقها في غضون شهر من تاريخ الإحالة أو خلال اسبوع بالنسبة للحالات الطارئة.
وتشير الأرقام في بريطانيا إلي زيادة دخول المستشفى بسبب الإضطرابات في الأكل، ففي 12 شهراً حتى تشرين الأول / أكتوبر من عام 2013 كان هناك 2,560 قبولاً، والذي كان ارتفاعا بنسبة 8 بالمائة عن العام الذي سبقه، وذلك فقاً للاحصاءات الصادرة عن الصحة ومركز معلومات الرعاية الاجتماعية (HSCIC).
وتأتي تصريحات البارونة بيكويل أيضا بعد طرح طلب من النواب للنظر في فرض حظر على العارضات النحيفات بشكل خطير من الصعود على المنصة. كما يتم تعيين لجنة تحقيق برلمانية للتأكد من منع العارضات دون 18 من صعود المنصة لحمايتهم من الجوانب السلبية لهذه الصناعة مثل اضطرابات الأكل والتحرش الجنسي.