واشنطن - رولا عيسى
انتقدت مرشحة الحزب "الديمقراطي" الأوفر حظًا هيلاري كلينتون، لجنة التحقيق في الكونغرس في أحداث بني غازي التي راح ضحيتها السفير الأميركي، ووصفتها بأنها الذراع الحزبية لحزب "الجمهور الوطني" وأن لها دوافع سياسية، وذلك قبل أقل من أسبوع من مثولها أمام اللجنة والإدلاء بشهادتها.
وجاءت تصريحات كلينتون خلال حوار مع مراسل شبكة "سي إن إن" الأميركية جيك تابر، لمدة 20 دقيقة، حيث استغلت كلينتون البث المباشر، لشن هجوم استباقي على لجنة التحقيق التي ستمثل أمامها للشهادة الخميس المقبل في مقر الكونغرس الكابيتال هيل. واستغلت التصريحات الأخيرة من قبل اثنين على الأقل من الجمهوريين في مجلس النواب، التي انتقدت أعمال لجنة، قائلة إن دوافع اللجنة هي واضحة للغاية.
وأوضحت كلينتون أنها لا تعرف ما يمكن توقعه من اللجنة، وليست متأكدة من نوعية المعلومات التي ستكون قادرة على الإفصاح عنها، أكثر من الشهادة التي أدلت بها أمام لجان التحقيق في كل من مجلسي النواب والشيوخ.
وأفاد: "من الواضح تمامًا أن كل ما يفكرون فيه كانوا يقومون به، وانتهى بهم الأمر كذراع حزبي للجنة الوطنية للحزب الجمهوري، مع التركيز الكبير على محاولة الحد من شعبيتي في استطلاع الرأي". وكانت كلينتون تشير إلى تصريحات المرشح السابق لمنصب رئيس مجلس النواب وعضو الكونغرس من ولاية كاليفورنيا كيفن مكارثي، في مقابلة مؤخرًا أجراها مع شبكة "فوكس نيوز"، والتي تفيد بأن الفضل يعود إلى لجنة بنغازي في تراجع شعبية كلينتون في استطلاعات الرأي.
وصرّح نائب آخر من الحزب الجمهوري ريتشارد حنا من نيويورك هذا الأسبوع، بأن لجنة بنغازي كانت تهدف دائمًا إلى الإضرار بالمستقبل السياسي لكلينتون. وأكدت كلينتون الجمعة مجددًا شهادتها الماضية حول الهجمات المتطرفة عام 2012 في بنغازي، وقالت: "أدليت بشهادتي بالفعل حول أحداث بنغازي على أفضل نحو ممكن، ولا أملك معلومات أكثر يمكن إضافتها، ولكني سأمثل أمام لجنة التحقيق الثامنة".
وتابعت: "حققت لجان أخرى من الكونغرس، وهي لجان دائمة تضم أعضاء من ذوي الخبرة في هذا الشأن، ورفضت بشكل أساسي نظريات المؤامرة التي لا تزال قائمة في بعض الدوائر". وكانت تلك هي لجنة مجلس النواب ذاتها التي اكتشفت في آذار / مارس استخدام كلينتون لخادم خاص للبريد الإلكتروني، حينما كانت وزيرًا للخارجية بين عام 2009 و 2013، وصرّح الرئيس الأميركي باراك أوباما، بأنه لا يعلم أي شيء عن ممارسات كلينتون، وذلك في حواره مع برنامج "60 دقيقة" الذي يبث الأحد.
وساهمت الخلافات الناتجة والتحقيقات الفدرالية في تعثر كلينتون في استطلاعات الرأي منذ ذلك الحين، على الرغم من أنها لا تزال الأوفر حظًا للحزب للترشح لخوض انتخابات الرئاسة 2016. وكانت كلينتون تؤكد لفترة طويلة وتكرر أنها لم تعبث بأية معلومات سرية من خلال الخادم السري، ويحقق مكتب التحقيقات الفيدرالية في استغلال معلومات استخباراتية سرية من خلال الخادم، على الرغم من أن الوكالة كانت حريصة على عدم اتهام كلينتون رسميًا بارتكاب أية مخالفات.