يُشتهر كوكب زحل بحلقاته البيضاء المذهلة مثل أقماره الـ62، لكن كشفت الأبحاث الحديثة أن حلقاته العملاقة المألوفة لنا منذ الصغر ربما لم تتشكل قبل 4.5 مليار عام مع ولادة نظامنا الشمسي كما كان يعتقد سابقا.

ووفقا إلى صحيفة "ديلي ميل" البريطانية كشفت أبحاث حديثة أنه يمكن أن تكون حلقات الكوكب الغازي تشكلت عندما كانت الديناصورات لا تزال تجوب الأرض.

ويعتقد العلماء الآن بأن حلقات زحل تكونت منذ 10 ملايين عام، عندما علق مذنب جليدي في مدار الكوكب، وتم تفكيكه بواسطة حقل الجاذبية الهائل، ولطالما كانت هذه الحلقات موضوعا مثيرا للجدل، لأنها تحتوي على جسيمات تتراوح من بقع صغيرة من الجليد، إلى صخور كبيرة بحجم المنازل، لكن المركبة الفضائية الشهيرة "Cassini" أجابت عن الكثير من الأسئلة بشأن عمر حلقات كوكب زحل، وفي حدث "2017 Grand Finale"، بعد 13 عاما من استكشاف كوكب زحل، أجرت المركبة الفضائية 22 عملية للغوص بين حلقات الكوكب قبل إنهاء مهمتها واحتراقها في الغلاف الجوي، وتمكن العلماء من الحصول على البيانات لتقدير كتلة الحلقات، وأشار العلماء إلى أن لون الحلقات يصبح أغمق قليلا مع مرور الوقت إذ تلتصق أجزاء من الصخور الناتجة عن النيازك المارة على أسطحها الجليدية، مما يسمح للخبراء بتقدير عمرها.

ويكشف الاستنتاج، الذي نُشر في مجلة "Science" العلمية، أن عمر حلقات زحل يتراوح بين 10 و100 مليون عام فقط، وبالتالي يمكن القول إنها أصغر بكثير من الكوكب نفسه الذي تشكل مع النظام الشمسي قبل 4.5 مليار عام.

وسمحت رحلات "Cassini" بأول قياس شامل لمقدار المواد التي تحتويها الحلقات، بناء على قوة سحب الجاذبية، وتشير التقديرات إلى أنها تمتلك نحو خمسي كتلة قمر زحل، ميماس، الذي يأتي أخف وزنا بمقدار ألف مرة من قمر الأرض.

ويمكن أن يحل الاكتشاف الجديد جدلا طويل الأمد بين علماء الكواكب الذين اعتقد بعضهم بأن الحلقات تشكلت عندما تشكل زحل، بينما اعتقد آخرون بأنهم أصغر سنا، وتشير النتائج إلى أن عمر الحلقات صغير جدا، وفقا إلى المذنب الجليدي الذي دخل مدار زحل من حزام كويبر، الواقع على حافة النظام الشمسي.

وقال جون زارنيكي، أستاذ علوم الفضاء في Open University في إنجلترا: "تعدّ حلقات زحل واحدة من عجائب النظام الشمسي، ورغم أن هذه النتائج لم تكن قاطعة بعد فإنها توحي بقوة بأن الحلقات شابة".

وأوضح أن الجزء المثير للاهتمام أن هذا الأمر يمكن أن يحدث للأرض أيضا، مع اقتراب مذنب قادر على خلق حلقات حول الكوكب. ومع ذلك، ربما لن نكون على وشك رؤيتها حيث يكون التأثير كارثيا على الحياة على الأرض.