كوكب المريخ

توشك المركبة الفضائية "بيرسيفيرانس" على بدء البحث عن علامات على حياة المريخ القديمة، ولكن بحثا جديدا يلمّح إلى احتمالية وجود الحياة الحالية على الكوكب الأحمر.

وحلل علماء الكواكب من جامعة ولاية أريزونا، صورا لميزات من سطح المريخ التقطتها وكالة ناسا لاستكشاف المريخ المدارية.

وضمن تلك الصور وجد معدا الدراسة أديتيا خولر وفيليب كريستنسن، أدنى دليل على خط العرض لجليد الماء المترب على المريخ والذي تحوّل إلى أخاديد.

وقال خولر إن هذا مهم، حيث يذوب الجليد على المريخ عندما يكون متربا، وعند خطوط العرض المنخفضة حيث يكون أكثر دفئا، يمكن أن يكون هناك ماء سائل ثابت "داخل الجليد".

وأوضح المعدون أنه في حين أن هذا لا يعني بالضرورة وجود حياة داخل هذا الماء السائل، فإنه سيكون أفضل مكان للعثور على حياة على كوكب المريخ اليوم.

وقال خولر لـ "ميل أونلاين": "قد تكون هناك كميات صغيرة من الماء السائل المستقر يتم إنتاجها داخل الجليد في مواقع الأخاديد هذه، وربما حتى اليوم''.

وأضاف أن هذا "سيكون أفضل الأماكن لأي حياة على كوكب المريخ. وما إذا كان هناك أي حياة أم لا، لا يمكن تحديده بناء على البيانات الموجودة لدينا حاليا".

وقد يؤدي ذوبان الجليد المائي المترب إلى تكوين أخاديد تآكلت في الصخور، والجليد في المواقع التي شوهدت في صور الأقمار الصناعية.

وقال المعد الرئيسي خولر، وهو طالب دراسات عليا في كلية استكشاف الأرض والفضاء بجامعة ولاية أريزونا: "علمنا أن المريخ به جليد مائي منذ فترة. ولكن هذه هي المرة الأولى التي نراها بهذا القرب من خط الاستواء في الأماكن التي قد تذوب فيها".

ولاحظ كريستنسن، الأستاذ في جامعة ولاية أريزونا، لأول مرة رواسب ناعمة بدت وكأنها كتل ثلجية مغطاة بالتراب على منحدرات أخاديد في صور المريخ، منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.

وقاده ذلك إلى اقتراح أن الأخاديد التي تشكلت من ذوبان الجليد المتربة، وهي نظرية تدعمها محاكاة حاسوبية تظهر أن الثلج على المريخ يذوب فقط عندما يكون متربا.

وقام خولر لاحقا بتحليل صور عالية الدقة للأخاديد نفسها، ولاحظ تغيرا بين صور عام 2003 وصور عام 2020.

وكانت الرواسب ذات الألوان الفاتحة موجودة في المواقع المحددة التي اقترحها كريستنسن قبل 20 عاما تقريبا.

ومن خلال ملاحظة ذلك، شرع خولر في توسيع نطاق تحليله، ووجد المزيد من الأماكن التي كانت تظهر فيها الرواسب ذات الألوان الفاتحة.

وبناء على سطوع الرواسب، قرر كل من خولر وكريستنسن أنها يجب أن تكون جليدا مائيا مغبرا - يشبه في مظهره الثلج المتسخ على الأرض.

واستندا إلى فكرة أنه من غير المحتمل أن تتشكل رواسب الغبار المحلية قصيرة الأجل فقط داخل الرواسب الملساء.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن مواقع هذه الرواسب دافئة جدا بحيث لا يكون الجليد فيها صقيعا.

ويأمل الفريق أن تساعد النتائج وكالة ناسا والوكالات الأخرى في تضييق نطاق البحث عن علامات الحياة على الكوكب الأحمر عند التخطيط للمهام المستقبلية.

وهذا يرجع إلى حقيقة أنه قد يتم إنتاج كميات صغيرة من الماء السائل داخل رواسب الجليد المائي هذه في الصيف - عند خط الاستواء.

ويعتقد الباحثون أن رواسب الجليد المتربة هي أفضل العناصر المرشحة للبحث عن كميات صغيرة من المياه السائلة الضحلة، وبالتالي فهي مواقع مثالية لأي حياة باقية على كوكب المريخ.

ويخطط كل من خولر وكريستنسن لتطوير عمليات محاكاة حاسوبية جديدة لكيفية تغير الجليد المائي هذا مع مرور الوقت، وسيستمران في توثيق المزيد من المواقع ذات الجليد المكشوف حتى تتمكن بعثات المريخ المستقبلية من استهدافها.