لندن - كاتيا حداد
أكّد باحثون في دراسة علمية حديثة، أن نفاد مصادر الطاقة غير المتجددة من فحم ونفط وغاز طبيعي، يعدُّ أمرًا كافيًا لرفع درجات الحرارة، ما يؤدي إلى إذابة طبقات الجليد في القارة القطبية الجنوبية، فضلا عن الارتفاع في مستوى سطح البحر لأكثر من 160 قدمًا.
وتوقع الباحثون تعرض نصف طبقة الجليد خلال فترة تقل عن ألف سنة إلى الذوبان، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بمعدل قدم عن كل عشرة أعوام، وهو المعدل الذي يزيد 10 مرات عن الوضع الحالي.
وعبّر الباحثون عن دهشتهم من تلك المفاجأة، خصوصًا وأنها تعني أنه بات من المؤكد تعرض المجتمع البشري إلى حالة من الفوضى واضطرار سكان المدن الساحلية في العالم بأسره إلى التراجع سريعًا، حيث سيصل ارتفاع سطح البحر إلى 200 قدم مع ذوبان باقي الجليد على سطح الأرض جنبًا إلى جنب مع جليد القارة القطبية الجنوبية وارتفاع درجة حرارة المحيط.
وبيّنت الباحثة في معهد "بوتسدام" في ألمانيا، ريكاردا وينكلمان، أنها المؤلف الرئيسي للبحث الذي تم نشره في إحدي المجلة العلمية "ساينس أدفانسيس"
وسيضع ارتفاع مستوى سطح البحر إلى 200 قدم، غالبية سكان فلوريدا والكثير من سكان لويزيانا وتكساس فضلاً عن السكان الحاليين للساحل الشرقي في الولايات المتحدة وأجزاء كبيرة من بريطانيا والكثير من المناطق في أوروبا وكذلك آسيا الساحلية في مأزق صعب.
ومن بين المدن التي من المتوقع أن تندثر ميامي ونيو أورليانز وهوستون وواشنطن ونيويورك وأمستردام وستوكهولم ولندن وباريس وبرلين وفينيسيا بوينس آيرسو و كين وشنغهاي وسيدني وروما وطوكيو.
وأوضح الباحث في معهد "كارنيغي" للعلوم في ستانفورد، كين كالدييرا، أنّ العنصر البشري يؤثر كثيراً بالسلب على النظام المناخي. وحذر العلماء منذ وقت طويل من مخاطر الاستمرار في حرق الوقود الحفري في العالم، وفي الوقت الجاري نجد أن المجهودات السياسية التي تهدف إلى وضع حد لظاهرة التغيير المناخي غير مؤثرة.
ويجتمع رؤساء وملوك دول العالم في باريس في كانون الأول / ديسمبر، من أجل بحث خفض الانبعاثات، في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما، معارضة شرسة في الولايات المتحدة من جانب الحزب الجمهوري بسبب الحدود المفروضة بشأن الانبعاثات الحرارية في البلاد.