الدوحة- مصر اليوم
أطلقت دولة قطر، مبادرة "حافظ على السلاحف"، في اطار جهودها للحفاظ على السلاحف البحرية المهددة بالانقراض .
وقال مصدر مسؤول بوزارة البيئة في تصريح صحفي إن الوزارة تنفذ في إطار هذه المبادرة عدة مشاريع وبرامج خاصة بالمحافظة على السلاحف وحماية موائلها الطبيعية خاصة من نوع السلحفاة "منقار الصقر" وذلك بالتعاون والتنسيق مع جامعة قطر وشركة قطر للبترول.
واعتبر المصدر المبادرة خطوة هامة أخرى في سبيل حماية الموارد والحياة البحرية ، وقال إنها تتماشى مع الركيزة البيئية لرؤية دولة قطر الوطنية 2030 ، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي للمبادرة هو حماية السلاحف لمستوى مستدام كخطوة فاعلة لتأمين بيئة بحرية صحية.
وأوضح إنه بالإضافة إلى حماية السلاحف ، فإن وزارة البيئة تقوم بجملة من الخطوات الأخرى تتمثل في تطبيق استراتيجيات لزيادة معدل بقاء السلاحف بعد مرحلة الفقس، ورصد مواقع موائل السلاحف وأماكن تغذيتها لحمايتها ومنع تدهورها، وحماية شواطئ التعشيش من التدهور والممارسات الضارة بالبيئة، وإغلاق بعض الشواطئ بصورة مؤقتة أثناء فترة التعشيش والفقس، ومنع الممارسات الخاطئة للمتاجرة بالسلاحف ومنتجاتها تنفيذا للاتفاقية الدولية لحماية الكائنات الحية المهددة بالانقراض المعروفة باسم "سايتس" والتي وقعت عليها دولة قطر ، فضلا عن التحكم في خفض الإضاءة والضوضاء من المصادر الأرضية خلال فترة التعشيش خاصة أمام المدن الصناعية.
وأشار إلى أن المنطقة الاقتصادية الخالصة لدولة قطر تعد موطنا لثلاثة أنواع من السلاحف البحرية هي: السلحفاة ذات منقار الصقر والسلحفاة الخضراء والسلحفاة ذات الرأس الكبير ، وجميعها ذات أهمية بيئية واقتصادية للدولة.
ونوه بأن السلحفاة "منقار الصقر" تقصد الشواطئ القطرية بكثرة لوضع البيض والتعشيش بدءا من منتصف شهر مارس إلى منتصف فصل الصيف من كل عام، لافتا إلى أن السلاحف البحرية تتغذى بشكل أساسي على الإسفنجيات المتوافرة بكثرة في مواقع متعددة على السواحل القطرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة للدولة.
وقال إن هذا الوقت من السنة هو موسم فقس السلاحف في قطر، مبينا أن هذه الظواهر تمثل فرصة نادرة لعشاق الطبيعة لمشاهدة السلاحف الصغيرة وهي تصل إلى المياه استعدادا لرحلة طويلة في المحيط . وأضاف قائلا " من المثير للدهشة ، أن أناث السلاحف الصغيرة تحتاج الى 30 سنة للعودة إلى نفس شاطئ التعشيش لوضع البيض" .. موضحا أن مواقع التعشيش منتشرة على طول الشواطئ الشمالية من قطر، وأن المكان المثالي لمشاهدة السلاحف الصغيرة هو شاطئ فويرط, الذي يعتبر موقع التعشيش الأهم للسلاحف من نوع " منقار الصقر" في قطر.
وعن السلاحف البحرية قال المصدر إنها واحدة من أروع المخلوقات في العالم، وهى تتغذى وتسكن في البحار, ويوجد 7 أنواع لها 5 منها مهددة ، والنوعان الآخران عرضة ليصبحا مهددين بالانقراض ما لم يتم حمايتهما.
وأكد المصدر التزام وزارة البيئة بزيادة برامج ومشاريع حماية البيئة البحرية بشكل عام والسلاحف البحرية بشكل خاص واتخاذ كافة التدابير والإجراءات المبنية على أسس علمية ودراسات متعمقة لتحسين البيئة البحرية والحفاظ على سلامتها ومنع تدهورها أو تلوثها من خلال إطلاق مثل هذه المبادرات والتنسيق مع دول الخليج العربي المجاورة ، وذلك انطلاقا من الارتباط الوثيق لسكان دولة قطر بالبحر للحفاظ على موارد البلاد البحرية وتحقيق التنمية المستدامة من أجل الأجيال القادمة.