تنظم نقابة المرشدين السياحيين في الأقصر، السبت المقبل الموافق 4 نيسان/ أبريل في تمام الساعة السابعة مساءًا محاضرة عن قصة القديسة فيرينا، وهي الفتاة الصعيدية التي علّمت سويسرا مبادئ النظافة منذ أكثر من خمسة عشر قرناً، تحاضر خلالها الباحثة زينب رضوان.

وستتناول المحاضرة قصة فيرينا بداية من نشأتها في أسرة قبطية في قرية جراجوس بالقرب من طيبة "الاسم القديم للأقصر" وانضمامها للكتيبة الطيبية "نسبة إلى طيبة" والمكونة من 6600 جندي في عصر دقلديانوس التي جندتها الإمبراطورية الرومانية لحماية حدود الإمبراطورية، وكانت الكتيبة الطيبية تصحب بعض العذارى من القبطيات الذين كانوا يعدون الطعام ويقومون برعاية الجرحى وغير ذلك من الأعمال وكانت من بينهن القديسة فيرينا.

ولما قتل أفراد الكتيبة الطيبية كلهم لم تغادر المكان وترجع إلى مصر وإنما اتجهت إلى جبال الألب السويسرية واعتكفت في كهف ضيق في شمال سويسرا "الحدود بين المانيا وسويسرا"، وقامت بتعليم السكان أسس العلاج من الأمراض باستعمال بعض الأعشاب الطبية، وعلمتهم النظافة الجسدية بالاغتسال بالماء.

وتوفيت القديسة فيرينا في عام 344 م وبنيت فوق جسدها كنيسة في مدينة تمبورتاخ في سويسرا، وعند منتصف الجسر المقام على نهر الراين بين سويسرا وألمانيا يوجد لها تمثال وهى تحمل جرة بها ماء، ويبلغ عدد الكنائس التي تحمل اسمها في سويسرا وحدها 70 كنيسة وفى ألمانيا 30 كنيسة، ولا يزال يرسم الأوربيين صورتها وفي يدها أبريق ماء وفي الأخرى "المشط " الذي تستخدمه المصريات منذ العصر الفرعوني، يرسمونها على هذا النحو تخليدًا للدور الذي قامت به هذه المصرية في العناية بالمرضى في هذه المناطق وفي تعليم أهلها النظافة.