محمد صلاح

فرضت عليه قريته العادات والتقاليد المصرية، فكان يذهب إلى المدرسة يوميًا بدافع الشغف بالإضافة إلى الدراسة. في قرية "نجريج"، شهدت مدرسة محمد عيد الطنطاوي للتعليم الأساسي، أول نظرات إعجاب وحب يتبادلها الصبي مع فتاته الواعدة، بها التقى اللاعب العالمي محمد صلاح بحب عمره "ماجي محمد صادق".
 
كان حينها في المرحلة الإعدادية، هدوءه وعقله الصبور أهدياه إلى التمعن عند الحب، فاكتفى بنظراته يرسلها حينًا إلى زوجته الحالية، وترد هي بمثيلاتها فكانت قصة الحب في البداية هي الدافع وأول الأولويات، لم يسمع بها أحد وفق ما روى عمدة قرية "نجريج"، ماهر أنور شتية، في تقارير صحفية.
 
هكذا اكتفى بوجود طيفها في حياته، أشعل داخله مشاعر طيبة صادقة، ورغم البعد لسنوات بحكم عمله واحترافه في الخارج لدى أندية محلية وعالمية بعيدة عن قريته، لم ينسى "صلاح"،  تلك الطفلة التي خطفت قلبه في قريتهما، ولم يلتقيا حينها حتى لمرة واحدة، ظل هكذا حتى حصل على أول جائزة من ناديه الجديد الذي انتقل له في العام 2013، وهو نادي بازل السويسري.
 
كانت تلك أفضل مناسبة كي يتقدم لخطبة حب عمره، ذهب لوالدها وطلب يدها وخطبها منه بعد ما يزيد عن 10 سنوات من الحب، وحينها صمم محمد صلاح على إقامة حفل زفاف بهيج في قريته في بسيون، شاركه فيه كل زملاؤه في الملاعب، وأهل القرية.
 
بعدها بعدة أيام أقام حفلًا آخر في أحد فنادق القاهرة الكبرى في التجمع الخامس، أحياه حمادة هلال، وعبدالباسط حمودة وسعد الصغير، وكذلك المطربين الشعبيين "السادات" و"فيفتي"، وحضره محمد النني زميله في فريق بازل وقتها، وأحمد الشناوي، ومؤمن زكريا ومحمود كهربا المحترف في نادي لوزيرين السويسري حينها، وشارك صلاح حضوره الرقص مع شريكة عمره.
 
بعد ما يقرب من عام من إتمام الزيجة، توجت قصة حب صلاح وماجي بمولودتهما الأولى في أكتوبر عام 2014، وكان حينها محترفًا في إنجلترا، ورزقا بـ"مكة" الطفلة التي سميت لعشق والدها بالمدينة المكرمة، وكانت بمثابة "وش السعد" ففي نفس الوقت تقريبا نجح صلاح، في تسجيل هدفين في مبارتين متتاليتين خلال لعبه لصالح منتخب مصر أمام بتسوانا، ما جدد آمال منتخبه في الوصول لأمم إفريقيا 2015.
 
منذ تزوجها صلاح وهي مختفية، فقد حرص على عدم ظهورها هي أو مكة في الإعلام، لكن الظهور الأول لها كان برفقته في مدرجات ملعب "الأنفلد"، وهي المباراة التي غاب عنها صلاح للإصابة، وشاركته زوجته الجلوس في المدرجات لمشاهدة المباراة ضد فريق إيفرتون في كأس الاتحاد الإنجليزي نهاية العام الماضي، وكتب صلاح موجها رسالته لزوجته، "أوجه لها الشكر على وجودها بحياتي ومساندتها لي"، وذلك بعد أن أثارت ضجة كبيرة حينها لنظرها في هاتف زوجها وهو ما علق عليه الجمهور، "زوجة مصرية أصيلة".
 
كان الظهور الثاني لـ"أم مكة" كما لقبها جمهور الـ"سوشيال ميديا"، داعما لزوجها كالعادة، وذلك عند تسلم صلاح جائزة الحذاء الذهبي، كهداف الدوري الإنجليزى الممتاز "بريميرليج" في الموسم الجاري 2018/2017، حيث نجح في تسجيل 32 هدفا، وفي هذه المرة أثارت ماجي الـ"سوشيال ميديا" بلباسها المحتشم الذي قيل عنه "أفضل مثال للحجاب السليم".
 
"مصر ومن بعدها زوجتي" جملة أوجز فيها صلاح كم هي تتربع على عرش قلب أكثر اللاعبين احترافية في العالم، لا زالت قصة الحب ملهمة، فتنهال عليه طلبات الحب والزواج وهو لا يكف عن الحديث عن تلك الهبة التي بحوزته وتسمى "أم مكة".