القاهرة - مصر اليوم
أطلق عُشّاق كرة القدم في الوطن العربي، لقب "الماجيكو" على اللاعب محمد أبوتريكة، لما له من لمسات سحرية وبارعة داخل المستطيل الأخضر، طوال مشواره الكروي، وحتى لحظة اعتزاله، ورغم أن الجماهير باتت تعرف كل كبيرة وصغيرة عنه، إلا أن هناك بعض الأمور التي ظلت خفية عليهم خلال سفرياته الخارجية، سواء مع المنتخب أو الأهلي، وكان أهمها على الإطلاق جلوسه طوال رحلاته الخارجية على الكراسي بجوار مقعد الطوارئ في الطائرة، حتى يتسنى له النوم أسفله.
وتصل المساحة التي تفصل بين المقعد المفضل لأبوتريكة والمقعد المقابل له، إلى متر مربع تقريبًا، ما يعطيه الفرصة للنوم في تلك المساحة، بعد أن يكون قد أخلى المقعدين المجاورين لمقعده، سواء بالاتفاق مع إداري الفريق قبل الرحلة، وحجز الثلاثة مقاعد له، واحد باسم أبوتريكة، والآخرين لاثنين من الإداريين بالفريق، على أن ينتقلا بعد تحرك الرحلة إلى المقاعد الخلفية لإفساح مساحة كبيرة للماجيكو، ليخلد خلالها في نوم عميق، ولا يستيقظ منه إلا عند محطة الوصول، وفي أحيان كثيرة كان إداري الفريق لا يجد مقاعد خالية بالصورة الكافية بجوار مقعد الطوارئ، فكان يضطر إلى حجز مقعد أو مقعدين من الثلاثة، على أن يستأذن أبوتريكة بعد ذلك من الركاب في الرحلة بالمبادلة حتى يتسنى له الحصول على قسط من الراحة، ولم يجد أبوتريكة في جميع رحلاته صعوبة في إقناع الركاب بإخلاء مقاعدهم، حيث إنهم بمجرد رؤيته يطلبون منه التقاط الصور التذكارية، ويبدون استعدادهم لتلبية أي طلب له، نظرًا لشعبيته الكبيرة والجارفة في مصر والوطن العربي.
ويحرص أبوتريكة على قراءة القرآن، قبل تحرك الرحلة وحتى لحظة الاستقرار في الجو وفك الحزام، ليقوم بعد ذلك بفرش البطانية التي يتسلمها من طاقم الطائرة، ووضع الوسادة عليها ليدخل في نوم عميق، ويحسده معظم لاعبي الفريق على قدرته الكبيرة على النوم في مثل هذه الظروف، والذي يساعده على التخلص من حالة الإرهاق التي تلازم الكثير منهم بسبب الجلوس لفترات طويلة في الطائرة، خصوصًا في الرحلات الأفريقية التي كانت تصل أحيانًا إلى 10 ساعات.
ونجح أبوتريكة في الفوز بقلوب الكثير من الجماهير، في القارّة السمراء، حيث كان يحرص دائمًا على حمل كميات كبيرة من التيشيرتات الخاصة بالنادي الأهلي، خلال سفرياته لتوزيعها على الجماهير الأفريقية التي كانت تحفظ أسماء لاعبي الأهلي عن ظهر قلب، وكان أبوتريكة حاضرًا دائمًا، حتى في البعثات التي يتغيب عنها بسبب الإصابة، حيث كانت الجماهير الأفريقية تحرص على السؤال عنه والبحث عنه بين زملائه لالتقاط الصور التذكارية معه.
ونجح أبوتريكة في تكوين صداقات في معظم البلدان الأفريقية التي سافر لها، خصوصًا في غانا، التي كان يحرص أحد أصدقائه المقيمين هناك، على الحضور له بمجرد معرفته بوصول بعثة للأهلي أو المنتخب لغانا، ليصطحبه لأداء الصلاة في بعض المساجد القريبة من فندق الإقامة، حيث كان يفضل الماجيكو أداء الصلاة في المسجد عن فندق الإقامة.
وحرص أبوتريكة على التركيز خلال جميع المباريات، والبعد عن الكاميرات وإجراء أي حوارات صحفية قبل أي مباراة يخوضها وكان يرجئ الأمر برمته إلى ما بعد المباريات، لرغبته في عدم تشتيت ذهنه وسعيه لتحقيق الأهداف التي جاء مع فريقه من أجلها وهو تحقيق الفوز والمساهمة في حصد البطولات، ورفض أبوتريكة محاولات زملائه من لاعبي المنتخب، لإقناعه للسفر إلى أنجولا للحضور معهم المباراة النهائية أمام غانا، في البطولة التي حرمته الإصابة من المشاركة بها، حتى لا يخطف جزء من احتفاء الجماهير بهم.