الرياض - مصر اليوم
اتحاد جدة السعودي الذي تعددت مسمياته وألقابه كالعميد، المونديالي، نادي الوطن، نادي الشعب، ملك آسيا، النمور، أسياد أسيا -المارد الاصفر - نادي العقد الاسيوي - نادي ريال العرب - الثمانيني الوقور، واجهته كثير من العقبات والأزمات والعوائق الكبيرة منذ بداية تأسيسه، ولكنه كان دائمًا أقوى من تلك الظروف، وعرف طريقه الانتصارات دائمًا، ولم يتأثر كثيرًا بالكبوات، وامتاز بانتصاراته على كافة فرق الجاليات والأجانب.
تأسيس النادي
تأسس نادي اتحاد جدة في الرابع من يناير عام 1927 قبل إعلان الدولة السعودية الثالثة، عندما اجتمع عدد من الشباب وبعض عمال رجل اعمال عماني في مدينة جدة لمناقشة فكرة تشكيل نادي لكرة القدم يجمعهم، كان منهم (حمزة فتيحي وعبد الصمد نجيب السعدي وإسماعيل زهران وعلي يماني وعبد العزيز جميل وعبد اللطيف جميل وعثمان بناجة وأحمد أبو طالب وعلي سلطان وأحمد المير و ولد صالح سلامة)، وبالفعل كونوا أول فريق من اللاعبين السعوديين وأطلقوا عليه فريق الرياضي وذلك في عام 1346هـ، وفي بدايات تكوينه نشأ خلاف بين أفراده وطالب بعض المؤسسين استبعاد البعض الآخر وحصر الفريق على فئة معينة من فئات المجتمع ولكن تلك النزعة لم تستمر طويلا وشجبها كثيرون، وعقد أفراد الفريق المنقسم من الرياضي اجتماعهم الأول في مبنى خلف مكتب اللاسلكي بمدينة جدة للنظر في أمر تأسيس فريق جديد وضم الاجتماع كلا من: عبدالصمد نجيب، عثمان باناجة، عبدالعزيز جميل، عبداللطيف جميل، اسماعيل زهران، حمزة فتيحي، علي يماني، أحمد ابوطالب، وبحث الاجتماع مسألة تأسيس نادٍ جديد واختيار اسمه ورئيسه وذلك ضمن المهام التأسيسية الأخرى واستقر الرأي على اختيار اسم الاتحاد، وأول من فكر في إطلاق هذا الاسم هو عبدالعزيز جميل الذي قال في ذلك الاجتماع طالما نحن مجتمعون هنا ومتحدون سموه اتحاد، وصادف هذا الاسم قبولا لدى جميع المجتمعين، وهكذا انطلق من ذلك الاجتماع ذلك الاسم الحبيب (الاتحاد) الذي سارت به طوال السبعين سنة المنصرمة الركبان وغنى به الجمهور عقب كل انتصار أو تتويج.
في ذلك الاجتماع التاريخي خلف مكتب اللاسلكي، أشار اسماعيل زهران لاعب الفريق الذي كان يعمل موظفا بجهاز اللاسلكي والتلغراف بجدة إلى إمكانية انتخاب رئيس الجهاز الذي يعمل له، وهو الاستاذ علي سلطان رئيسا للنادي، ولم يجد اقتراحه معارضة، ولدى الاجتماع بعلي سلطان ومفاتحته في أمر ترشيحه لرئاسة النادي استجاب لطلب الاتحاديين ووعد ببذل الجهد لخدمة النادي وأهدافه، وبذلك أصبح علي سلطان (رحمه الله) أول رئيس رسمي للنادي، وأقيمت أول مسابقة رسمية في المملكة كأس وزارة الداخلية حيث فاز بها الاتحاد، وكان الاتحاد قبل إقامة تلك المسابقة في مرحلة شهدت الكثير من الشد والجذب بين أن يكون أو لا يكون، لكنه كان أيضاً في بداية مجده، وانهالت عليه الانتصارات والحوافز، شهدت تلك الفترة الاتحادية كما طالعنا لقاءات مع فرق الجاليات المختلفة ثم فرق خارج الوطن في رحلته الأولى لمصر، ومع كل هذا الزخم لم يهمل الاتحاد التباري مع الفرق الوطنية في مكة وجدة.
حينما ازدادت علاقة المملكة التجارية والثقافية مع أرجاء المعمورة، اتسع نشاط ميناء جدة فأصبحت تزوره السفن التجارية والبوارج الحربية وذلك قبل الحرب العالمية الثانية وكل ناقلة من تلك الناقلات كان من ضمن بحارتها من يمارسون كرة القدم، وكانت السفن تنتهز فرصة رسوها بالميناء ليوم أو يومين فتتبارى الفرق التابعة لها وديا مع أندية جدة وكان ذلك منذ عام 1354هـ وكان الاتحاد وقتها جاهزاً للقاء مثل تلك الفرق بعد ان تسيد على أندية جدة بتغلبه على فرق الجاليات الصومالية واليمنية والسودانية والاندونيسية والفرق الوطنية المختلفة، وهكذا سطع نجم فريق نادي الاتحاد ليطغى على المشهد الرياضي على مستوى شمال أفريقيا وغرب آسيا، حيث تأسس على ضفاف البحرالأحمر لمدينة جدة المشهورة، ففريق الاتحاد بطل الدوري السعودي لعدَّة مرات، ولذلك يعد وبلا جدال من أفضل الأندية في السعودية، علاوةً على ذلك، فهو النادي الآسيوي الوحيد الذي ظفر بالفوز ببطولة أبطال آسيا مرتين متتاليتين، ليثبت بسط هيمنته على أندية القارة الآسيوية، وهو ما يلبي غرور لقبهم الذي ينعتون أنفسم به (نمور آسيا).
وفي عام (1947) شهدت الرياضة السعودية نقلة نوعية، حينما أولى الأمير عبد الله الفيصل وزير الداخلية حينها الرياضة اهتماما كبيراً ووجد في الاتحاد نواة طيبة لمستقبل رياضي مشرق، وحضر لأول مرة مباراة بين الاتحاد والمنتخب البريطاني للبوارج التي أقيمت عام 1369 هـ (1949) وفاز بها الاتحاد، وتكفّل بعدها الأمير بنقل الفريق إلى القاهرة للتعرف عن كثب عن كرة القدم المتقدمة آنذاك في مصر، وبالتالي أخذت الرياضة في هذه الفترة تقف على أبواب صيغة رسمية حكومية تمخضت عن الاعتراف الرسمي بها وتشكيل جهاز تنظيمي حكومي لها في عام 1372 هـ (1952).
ومنذ تاريخ التأسيس وإلى تاريخنا الحالي بقي الاتحاد مُتربّع على عرش الأندية السَعودية وخير من يُشّرف الوطن في المحافل الخارجية، قد حاز على لقبي دوري أبطال آسيا عامي 2004 و 2005، وقد شارك النادي في كأس العالم للأندية وأخذ المركز الرابع في 2005، وهو الفريق الآسيوي الوحيد الذي حصد لقب دوري الأبطال مرتين متتاليتين، وقد وصل لنهائي دوري الأبطال عام 2009 وكان وصيفاً، الاتحاد يملك سمعة كبيرة لكونه أقدم نادٍ لا يزال باقٍ في الكرة السعودية.
ورغم الإنجاز التاريخي الذي حققه الاتحاد في موسم 1387 هـ بتحقيقه جميع البطولات المحلية وهزيمته للمنتخب البريطاني للبوارج للمرة الثالثة في تاريخه وهزيمته لفريق النادي الأهلي المصري، إلا أن صعوده إلى القمة وتربعه عليها لسنوات عديدة بذلك التميز أثار حفيظة البعض فأصيب الاتحاد بموجة من الانهزامية، فقد دخل النادي مع مطلع عام 1388 هـ مرحلة جديدة من الضياع والتشتت كانت مقدمة لأسوأ فترة مر بها النادي منذ تأسيسه حيث كان مهدداً بالانهيار والاندثار، وفي عام 1401 هـ تولى رئاسة النادي الأمير طلال بن منصور بن عبد العزيز آل سعود الذي أعاد التنظيم للنادي وتم حل مشكلة الديون المتراكمة، وتعاقد مع العديد من المدربين الأكفاء وأشهرهم الألماني كرامر وتم التعاقد مع العديد من نجوم الكرة العربية والسعودية لكنه لم يحقق أي بطولة باستثناء كأس الاتحاد السعودي الذي حققه عام 1393 هـ والذي كان يعرف بكأس الجمعية السعودية لكرة القدم.
ثم تولى الرئاسة الأستاذ إبراهيم أفندي وكان النادي في ذروة اكتمال عناصر التفوق والاستعداد للبطولات وتصادف قدوم هذه الإدارة مع تنظيم (الدوري المشترك) عام 1402 هـ، ولما كان فريق كرة القدم مشبعاً بعدد كبير من النجوم الذين جلبهم الأمير طلال بن منصور فقد نجح الاتحاد في خوض منافسة قوية في الدوري المشترك ونجح إبراهيم أفندي في استثمار تلك القدرات وقاد النادي بحنكة واستطاع أن يتعاقد مع مدرب برازيلي كفء (شيزنهو) الذي استطاع أن يقود الاتحاد فنياً للفوز ببطولة الدوري المشترك ويعود به إلى منصات التتويج بعد غياب دام خمسة عشر عاما (باستثناء كاس الاتحاد السعودي عام 1393). كان لهذه البطولة طعم خاص ومميز ووجدت عند الاتحاديين الكثير من الفرح والسرور والأمل في المزيد من البطولات، والأهم أنها فتحت الأبواب أمام شخصيات اتحادية كانت تتحفز لخدمة هذا النادي العريق من الداخل أمثال الدكتور عبد الفتاح ناظر الذي أسس البنية التحتية لكل التنظيمات الحديثة لنادي الاتحاد ودخل بالنادي عصر الكمبيوتر وأسبغ عليه شكل النادي المتطور، ثم جاء المهندس حسين لنجاوي الذي استفاد من خبرته في إدارة الناظر وقاد الاتحاد إلى مناجم الذهب الحقيقي حيث فاز الاتحاد ببطولة كأس الاتحاد لعام 1406 هـ بعد تغلبه على الهلال ثلاثة لاثنين ثم اتبعها ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين في 28 شعبان 1408 هـ إثر فوزه على الاتفاق بهدف وحيد سجله المدافع أحمد جميل في استاد الملك فهد الدولي (كان هذا اللقاء أول نهائي يقام على ذلك الملعب). ونجح الاتحاد في عام 1411 هـ في الفوز بكأس سمو ولي العهد أثناء رئاسة الأستاذ أحمد مسعود.
الشعار
مر شعار نادي الاتحاد بثلاث حقب تاريخية منذ تأسيس النادي السعودية عام 1927 م، وكون الشعار بني على اللونين الأصفر والأسود، وأضيف له الأبيض في وقت لاحق في عهد رئاسة المهندس جمال أبو عمارة، وفي عام 1429هـ تحديدا تمت المرحلة الثالثة التي غير فيها شعار النادي بشكله الجديد نزولًا عند طلب هيئة دوري المحترفين بالسعودية، وقد تم تصميم شكل جديد عبارة عن مربع أسود بداخله شكل يميل إلى البيضاوي، رسم بداخله رأس نمر دليلا على الاسم الذي أطلق على اللاعبين (النمور)، وفي أسفله صمم شريط كتب عليه جدة فريق الاتحاد السعودي لكرة القدم عام 1927م
قد يهمك أيضًا:
الشرطة السعودية تلقي القبض على 2 من لاعبي "اتحاد جدة"
اتحاد جدة السعودي يتواصَل مع وكيل بريجوفيتش لحسم موقفه مع الفريق