مدرب ميلان الإيطالي فينتشينزو مونتيلا

نجح مدرب ميلان الإيطالي فينتشينزو مونتيلا، في إعادة البسمة لجماهير الفريق والتي تصاعدت أحلامها مع النتائج الأخيرة، وتبحث عن استعادة الأمجاد والبريق الغائب منذ 5 أعوام، وميلان الذي عانى تحت قيادة مجموعة من المدربين خلال الأعوام الماضية، ويحتل الآن المركز الثالث برصيد 25 نقطة خلف روما بنقطة واحدة، والمتصدر يوفنتوس بـ5 نقاط .

وتعتبر هذه أول مرة يحقق فيها ميلان هذا العدد من النقاط، بعد مرور 12 جولة منذ عام 1991-1992 والذي كان العام الأول للمدرب الإيطالي فابيو كابيلو، مما يعكس تفوق المدرب الشاب على نجوم كبار تولوا مسؤولية ميلان مثل أنشيلوتي واليجري، ولكن يبقى السؤال ماذا فعل مونتيلا لكي يعيد الروسينيري مرة أخرى للواجهة ، ويخلصه من أثار الماضي الأليم لجماهيره ؟ .. الإجابة هي ذكاء المدرب الشاب في التعامل مع الفريق .

 الذكاء في التعامل مع الواقع مونتيلا سبق وأن قاد فيورنتينا لمدة 3 مواسم متتالية قبل قدومه للميلان، وخلال الأعوام الثلاثة كان الفيولا يستغني عن نجومه الكبار مثل ناستاسيتش وأدم لياييتش وستيفين يوفيتيش، ولم يتأثر الفريق، لأن المدرب كان يتعامل مع الواقع، ويجذب عدد من اللاعبين الأقل سعرًا وأكثر إفادة فكان فيورنتينا ينافس دائمًا على مركز ضمن الأربعة الكبار، وفي الموسم الأخير تأهل لقبل نهائي الدوري الأوروبي وخرج على يد البطل إشبيلية .

ويعاني ميلان في المواسم الأخيرة ماديًا وبيع نجوم الفريق ولاعبيه الأبرز بسبب الحاجة، وهو ما أدركه مونتيلا عند قيادته للفريق ولكنه تعامل مع الواقع بذكاء كما فعل في فيورنتينا، حيث أجاد توظيف اللاعبين وطالب إدارة النادي بدخول الميركاتو الشتوي لأنه لن يستطيع المنافسة بـ13 لاعبًا فقط يلعبون طبقًا لتكتيكه، ووضع قائمة تضم ثلاثة لاعبين وهم المهاجم الإيطالي ليوناردو بافوليتي ولاعب الوسط الإسباني سيسك فابريغاس، والمدافع الأرجنتيني ماتيو موساكيو.
 واعتمد مونتيلا في هذا الموسم على طريقة 4-3-3 واستخدمها في جميع مبارياته في الكالتشيو، عكس المدير الفني السابق ميهايلوفيتش الذي تاه لاعبوه بين طريقتي 4-3-1-2 و4-4-2 وهذه الخطط التكتيكية كانت صعبة التأقلم بالنسبة لعناصر الروسينيري، ولكن مونتيلا أدرك أن ميلان يمتلك عناصر قادرة على تقديم توازن هجومي دفاعي جيد في خط الوسط.
ولا يمكن إعتبار الأسلوب الفني لمونتيلا هجوميًا مع ميلان، فلا يعتمد الروسينيري على الاستحواذ على الكرة بنسبة أكبر، ولكن ارتفع نسبة تحركات الفريق في نصف ملعبه إلى 31% بينما كانت 26% في الموسم الماضي، وغابت الروح عن لاعبي ميلان في المواسم السابقة، وهو ما أدركه مونتيلا وعمل على بث الروح مرة أخرى والإعتماد على الشباب، ونجح في ذلك حيث المتابع للفريق يجد روح مختلفة، وخير دليل على ذلك نجاحه في تحويل خسارته 1-3 إلى فوز 4-3 على ساسولو في الدوري .

وأدرك المدرب الإيطالي أن سر قوة ميلان قد يكمن في شبابه، فاعتمد بشكل أكبر على اللاعبين الشباب ومنح الفرصة كاملة للإسباني سوسو والذي يقدم أداء قوي وأصبح أحد ركائز الفريق وأيضًا شارك كالابريا ولوكاتيلي، ويمتلك مونتيلا ذكاء التعامل مع اللاعبين، وإخراج أفضل إمكانيات يمتلكونها وقد فعل ذلك في فيورنتينا مع بيتزارو وخواكين ومحمد صلاح عندما استعاره من تشيلسي، ونجح أيضًا في ذلك مع ميلان حيث يقترن هذا الذكاء بقوة شخصية، واتضح ذلك في موقفه مع باكا نجم هجوم الفريق عندما أجلسه على مقاعد البدلاء في إحدى المباريات بعد جدال بينهما، وقدّم الفريق أداءً جماعيًا جيدًا وفاز في اللقاء .